اقول صحيح كان همه صلى الله عليه وسلم تمكين المرأة من جميع حقوقها ورفع الحيف الذي كانت ترضخ فيه قبل الاسلام . إن للمرأة لدور و مكانة عظيمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تجسد ذلك في صور و مواقف عديدة، إذ كان رسول الله يحب المرأة أما، زوجة،بنتا و شريكة في الحياة و إنسانا بصفة عامة. فلنستعرض باقة من تلك الصور. فقد سئل رسول الله صلى الله عليه من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] . وله في حديث آخر عندما استشير في أمر الجهاد قال صلى الله عليه و سلم: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: الْزمها؛ فإن الجنة عند رجليها " بل أنه أوصى عليه الصلاة و السلام بالأم وإن كانت غير مسلمة. إذ قالت أسماء: "قدمت أمي عليَّ، وهي ما زالت مشركة، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قدمت أمي وهي راغبة فأصلها؟ قال: نعم صلى الله عليه وسلم-، صِلي أمك". أما اهتمامه صلوات الله عليه بالمرأة كزوجة فقد كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم معهن أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه، حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في البرية في بعض سفراته يتودد إليها بذلك، قالت: " سابقني رسول الله فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال: " هذه بتلك ".ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي".الترمذي. أما المرأة عموما فهو رسول الله الذي جاء ليرفع مكانة المرأة، ليُعلي شأنها، فإذا به صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بيعة مستقلة عن الرجال، وإذا بالآيات تتنزل، وإذا المرأة فيها إلى جانب الرجل تكُلَّف كما يُكَلَّف الرجل إلا فيما اختصت به. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما النساء شقائق الرجال". وهذا رد بليغ قبل 1400عام على الذين يستفزون المسلمين في دينهم اما النبي صلى الله عليه وسلم فقد رفع شأنه من عند الله فقال تعالى "وانك لعلى خلق عظيم". رشيد بودهاير طالب مهندس طاقات متجددة بالجامعة الدولية للرباط