قال نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، إن مجلس الوزراء قرّر في جلسته اليوم، تمديد حالة الطوارئ في البلاد 90 يوماً، اعتباراً من 19 أكتوبر الجاري، بناءً على توصية من مجلس الأمن القومي التركي صدر عن اجتماعه الأسبوع الماضي. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، حيث ينعقد اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان. وفيما يتعلق بإعادة زعيم منظمة الكيان الموازي "فتح الله غولن" من الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يقيم، أوضح قورتولموش أن الحكومة التركية تواصل لقاءاتها مع الجانب الأمريكي بهذا الصدد. وأشار قورتولموش أن بلاده بوصفها شريكاً استرايجياً للولايات المتحدة في كل المجالات، وتوجد بين البلدين اتفاقية لإعادة المجرمين، فإنها تطلب من واشنطن اعتقال "غولن" لحين إصدار القضاء الأمريكي قراراً بحقه. وبيّن أن أنقرة أرسلت في 10 سبتمبر الماضي، ملفا إلى الجانب الأمريكي يتضمن طلباً باعتقال غولن، مؤكداً أن هذا الطلب هو حق بلاده وفقاً للمادة العاشرة من اتفاقية إعادة المجرمين بين البلدين، معرباً عن أمله أن تتخذ السلطلت الأمريكية الخطوات اللازمة في هذا الصدد في أقرب فرصة. وفيما يتعلق بتحرير الموصل(شمال العراق) والرقة(شمال سوريا) من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، أكد المتحدث على ضرورة أن يقدم التحالف الدولي دعماً للوحدات المحلية المشكلة من سكان تلك المناطق لتحرير مناطقهم. وأضاف قورتولموش أن تركيا لن تقبل أبداً بترك الموصل والرقة بيد تنظيمات إرهابية أخرى عقب طرد "داعش" الإرهابي منهما. وقال قورتولموش إن اعتبار تنظيم "ب ي د" (الجناح السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية) كعنصر أساسي في العمليات العسكرية المرتقبة على الموصل والرقة، أمر لا يمكن قبوله من قبل تركيا". وأكد قورتولموش أن أحد شروط تركيا للمشاركة في العمليات العسكرية المرتقبة على الرقة والموصل لطرد داعش منها، هو عدم مشاركة عناصر "ب ي د" و"ي ب ك" (الذراع المسلح للأول)، أبداً في تلك العلميات. وأشار المسؤول التركي أن جزاً مهماً من عناصر تنظيم "ب ي د/ ي ب ك" انسحبوا من منبج السورية، إلا أن قسما من عناصرهم لا زالوا في المنطقة، مجدداً طلب تركيا من الولاياتالمتحدة الإيفاء بوعدها بإنسحاب جميع عناصر التنظيمات المذكورة إلى شرق نهر الفرات. وفيما يتعلق بأنباء تداولتها بعض وسائل الإعلام المحلية، حول تحذير ممثل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنقرة، قبل يوم واحد من وقوع المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا منتصف يوليوز الماضي، نفى المسؤول التركي صحة تلك الأنباء، مؤكداً أن "الكثير من الأساطير التي لا أساس لها اختلقت قبل وبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة". وكانت تركيا قد أعلنت حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 3 أشهر – بمصادقة برلمانية – عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية منتصف يوليوز الماضي، وذلك من أجل الحفاظ على النظام العام. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليوز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة، رفقا للأناضول.