إذا كانت كثير من المنابر الإعلامية تولي عناية كبيرة للمصداقية وصحة الخبر وتحرص على احترام الرأي العام وتعتبر ذلك رأس مالها، فإن بعض المنابر المنتسبة زورا للجسد الإعلامي لا تعير أي اهتمام لذلك، وكي تجد لها موطئ قدم في المجال الإعلامي وتلفت أنظار الناس إليها تعتمد منهج الاختلاق والكذب.. شعار هذه المنابر هو شعار الكسول أيام الامتحان، حين يبصر المجتهد يكابد الصعاب ويسهر الليالي ليحقق النجاح، فيردد مقولته السخيفة (من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه)!!! من بين هذه المنابر موقع (زنقة20) الذي أنشئ لهدف معلن وواضح، وهو الهجوم وبشتى الوسائل على من يشكل تهديدا قريبا أو بعيدا على حزب الأصالة والمعاصرة. فهذا المنبر المثير للجدل ما فتئ يهاجم حزب العدالة والتنمية وحكومة بنكيران والدعاة السلفيين وغير السلفيين وحركة التوحيد والإصلاح، وكان له حظ كبير في الإشاعات التي تم ترويجها بقوة فيما عرف بملف مولاي عمر بنحماد وفاطمة النجار، وحاول افتعال صراع بين الدكتور حمزة الكتاني والشيخ حماد القباج، وها هو اليوم يهاجم منبر "هوية بريس". فقد هاجمه بأسلوبه الذي ظل له مخلصا وهو: (جيب أفمي وجول)!!! حيث زعم المستخدمون في الزقاق 20 أن "هوية بريس" "يُمولها قياديون بارزون بحركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية، بعدما حول الحزب أنضاره للسلفيين لاستقطابهم بشكل جماعي"، وأن الجريدة "تقود حملة غير مسبوقة لمهاجمة خطابات الملك محمد السادس بأشكال مُلتوية"، وأنها أيضا تهاجم "الكاتب والمفكر الأمازيغي أحمد عصيد" وتصفه ب"العلماني المتطرف". شيء جميل أن نرى الرفاق اللادينيين الذين يكفرون بإمارة المومنين، ويحاربون الملكية منذ آمنوا بالمد الأحمر إلى اليوم، يواجهون مخالفيهم بما يعدونه ولاء للمخزن وإغراقا في الظلامية والرجعية، فهذا تغير ملحوظ وتحول فكري جدير بالدراسة.. لسنا ملزمين في منبر "هوية بريس" أن نوضح موقفنا من الملكية، خاصة لموقع مغمور نزق لا مصداقية له، ولا أن ننفي علاقتنا العضوية بحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، وبعدنا عن الاصطباغ بلون حزبي معين، لأن من يتهم الأشخاص والمؤسسات هو من عليه أن يقدم الحجج، وإلا فعليه تحمل مسؤوليته كاملة لأنه غير مستبعد إطلاقا أن تتم متابعته. من المفارقات الغريبة في هذا الإطار، أن منبرا متطرفا آخر ينتمي لنفس الطيف اتهم "هوية بريس" أنها تابعة للشيخ محمد المغراوي، وادعت يومية آخر ساعة أن "السبيل" -النسخة الورقية لهوية بريس- يسيرها أيضا الشيخ السلفي محمد المغراوي! فمن يسهر على تسيير هذه المؤسسة الإعلامية؟ هل هو الشيخ المغراوي؟ أم حزب العدالة والتنمية؟ أم حركة التوحيد والإصلاح؟! أم كلهم جميعا؟! لا أحد منهم بطبيعة الحال، لأن هذا المنبر مستقل، كما أعلن عن نفسه رسميا. تجدر الإشارة إلى أن ما أغاظ صدور أبناء الزقاق 20 هو تفكيك "هوية بريس" لخطابات وخرجات عصيد الخطيرة، والتي تطعن بشكل صريح في الدين والعقيدة والتشريع والسلوك، وأكثر من ذلك فهي تهاجم بشكل مباشر نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. فعلى المغاربة أن يعلموا فقط أن "زنقة 20" تدافع عمن وصف رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإرهابية، ومن ادعى أن الإسلام ليس هو الدين الصحيح، وأنه لم يأت للأمازيغ وأن الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية هو المال والجنس.