بعدَ ما أفْلحَ في استقطَاب ناشِطِين إسْلاميّين من حركة "التّوحيد والإصلاح" وجماعة "العَدل والإحسَان"، وأخيراً مع مُعتقلِين إسْلاميّين وسَلفيّين سابقين وبارزين من مدرسة "السلفية الجهادية"، يتهيأ حزب النهضة والفضيلة إلى استقطاب سلفيّين تابعين لعبد الرحمان المغرواي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، بعد إقناعهم بالانضمام إلى الحزب "الإسلامي". مصادر مقربة من "النهضة والفضيلة"، الذي يقوده المنفصل عن حزب "المصباح"، محمد خاليدي، قالت لهسبريس إن لقاءات جمعت أخيرا مُقرّبين من المغراوي، الذي يدير عددا من دور القرآن التي جرى إغلاقها بموجب قرار رسمي السنة الماضية بمراكش، (جمعه) بقيادات من حزب "الشمس"، بهدف انخراط عدد من سلفيّي دور القرآن إل صفوفه. ويأتي إقدام أتباع المغراوي على اللجوء إلى العمل السياسي، فيما يبدو عصياناً لموقف شيخهم المتشدد في رفض الخوض في السياسة التي يراها " انحرافا عن المنهج السلفي وبعيدة عن السياسة الشرعية"، والذي اعتبر أن منهج تياره، الذي يوصف بالتقليدي، "لم يكن يوما الانشغال بالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات". رغبة سلفيّي دور القرآن في ممارسة السياسية، خاصة داخل حزب النهضة والفضيلة، جاءت أيضا متزامنة مع المواقف المناقضة لفكر المغراوي، التي جسدها تلميذه الناشط السلفي حماد القباج، الذي بات يدعو إلى الانخراط في السياسة ك"مدخل من مداخل الإصلاح"، فيما يعكف القباج في الآونة الأخيرة على نشر تصوير حلقات على "اليوتوب" تحت عنوان "بصائر في السياسة الشرعية". عبد الله لعماري، القيادي في حزب النهضة والفضيلة، نفى لهسبريس وجود مفاوضات بين حزبه وبين جماعة المغراوي "بين حزب وجماعة"، مشيرا أن الأمر يتعلق باستقبال طلبات الانخراط من طرف أشخاص "بشكل فردي"، "حين يطلبوا الاستماع إلى عرضنا السياسي ويقتنعوا به، يعلنون بعد ذلك انضمامهم إلى الحزب كفُرَادى وليس بإسم جماعة معينة"، وهو ما حصل مع أعضاء سابقين داخل حركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسي "العدالة والتنمية" وجماعة العدل والإحسان، على حد تعبير لعماري. المعتقل الإسلامي السابق زمن ثمانينيات القرن الماضي، أردف في تصريحه أن قبول طلبات انضمام سلفيّين، كمعتقلين سابقين ضمن ما يعرف ب"السلفية الجهادية" أو التابعين للمغراوي، تأتي في إطار "ترشيد الفكر والسلوك السياسي للسلفيين"، مشددا على أن عملية الاحتضان تخضع لمعيار "التعامل الفردي" وليس "الجماعي". "نرفض غزو الجماعات للأحزاب لأنها ستفسد باطنها"، يضيف عماري الذي يرى أن "السلفي" لم يحصل له نضج كافٍ فيما يتعلق بالمنظومة المدنية واستيعاب للسلوك السياسي، مشددا على أن الذي يغري فئة السلفيين في الانضمام إلى حزب "الشمس" يبقى أن قيادته "جزء منها فاعلون حركيون إسلاميين.. بمعنى أنه محضن للحركة الإسلامية". وحول ما إن كانت خطوات "الاستقطاب" تدخل في دائرة منافسة حزب العدالة والتنمية سياسيا والتسابق الكمي للأعضاء، يرد الفاعل الحقوقي بالقول إن مسألة التنافس مع حزب بنكيران غير واردة "بتاتاً" وإنما "خليفتنا هي المساهمة في العمل السياسي الوطني".