نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وثائق رئاسية سرية، تشمل محتوى التقارير اليومية التي قدمتها المخابرات إلى الرئيسين الأميركيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد بين عامي 1969 و1977. واحتوت إحدى الوثائق -التي يصل عددها إلى 28 ألفا- على حديث عن إخفاق "سي آي أي" في تقديراتها التي قدمتها للرئيس نيكسون بشأن احتمال نشوب حرب أكتوبر 1973. وجاء الكشف عن تلك الوثائق خلال حوار أداره مدير الوكالة جون برينان مع مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، تناولا فيه أهمية عمل الاستخبارات الأميركية الذي أصبح أكثر سهولة مع التقدم التقني، إضافة إلى أهمية التقارير اليومية التي تقدم إلى الرئيس الأميركي في صنع القرار. وبحسب الوثائق فإن "سي آي أي" أخفقت في تقديراتها لاحتمالات نشوب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973. وقبل بدئها بيوم واحد، قال مسؤولو الاستخبارات للرئيس نيكسون إن "نطاق المناورات العسكرية المصرية اتسع، إذ أصبحت أكثر واقعية من سابقاتها، لكنها لا تبدو على أنها استعدادات لشن هجوم على إسرائيل". وقد أقر كلابر بذلك الإخفاق. بدوره، قال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر إن "من الأهمية بمكان التفريق بين الغموض والأسرار. فالأسرار حقائق معروفة، أما الغموض فهي أمور نجهلها. الاستخبارات تفرق دائما بينهما لكننا في تلك الحالة أخفقنا في تقدير الوضع". غير أن الاستخبارات الأميركية لم تخفق في تقديرها لاحتمال خفض منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) إنتاجها عقابا لمساندة واشنطن إسرائيل، مما رفع حدة التوتر داخل البيت الأبيض آنذاك. وهذا ما تم بالفعل وتسبب بأزمة اقتصادية داخل الولاياتالمتحدة. وتختلف أهمية تلك التقارير في صنع قرارات السياسة الخارجية من رئيس إلى آخر. فقد ذكر الموظف السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية آكي بيرتز، أن "بعض الرؤساء لا يحبون سي آي أي لذا لا يأبهون لما تقوله، مثل ريتشارد نيكسون الذي اعتمد في الشؤون الأمنية على مستشاره هنري كيسنجر، في حين اعتمد جورج بوش الابن كليا على الاستخبارات. أما الرئيس باراك أوباما فهو خليط من الاثنين، وهو أول رئيس يعتمد جهاز الآيباد بدلا من النسخ الورقية". وشملت الوثائق التي رُفعت عنها صفة السرية بموجب قانون حرية حصول الأميركيين على المعلومات، مضمون 2500 إيجاز قُدم للرئيسين نيكسون وفورد، وتناولت أحداثا مهمة شملت حرب فيتنام وعزل الرئيس نيكسون. وعندما سئل المدير السابق ل"سي آي أي" جورج تينيت عن أسباب عدم كشف النقاب عن تلك الوثائق خلال عهده، رد بالقول إنها "بالغة الحساسية والخطورة ولن يتم الكشف عنها تحت أي ظرف".