ماذا كنت ستقول لي عن الفلسفة؟ أنها كانت -في مقابل العلوم الشرعية الإسلامية- ترى نفسها في زاوية منبوذة من جانب المصداقية والقبول. ذلك أن العلوم الشرعية، بالإضافة إلى كونها إنتاجات قائمة على قواعد قطعية من جهة إفادة العلم ورحابة المستفاد، فقد قامت على أكتاف رجالٍ جَسَّدوا معاني سامية عن التلاحم بين العلم والعمل؛ في حياتهم أولا ثم في إنتاجاتهم ثانيا، تلك الإنتاجات التي تضمنت فقها بالعلم الإلهي والواقع الممتد من دنيا الناس إلى آخرتهم المنشودة أو المُتَّقاة. هذا التلاحم -بين العلم والعمل- ظل أعقد مشكلة توضع في عجلة الفلسفة. ولولا ما قام به بعض علماء المسلمين الفلاسفة (كابن رشد وابن طفيل وغيرهما..)؛ من نفضٍ للغبار عن الفلسفة ورشها ب"ماء زهر" العلوم الإسلامية، لما وجدت أوروبا لنفسها قومة من ظُلُماتها..هذا ما لا تنكره أوروبا نفسها.. هذا الفعل من علمائنا، لم يكن إزالةً للعصا من العجلة ولكن فقط حمْلُ العجلة إلى الأمام دون إمدادها بإكسير الحياة المبثوث في الشريعة الإسلامية. لذلك ستجد أن أوروبا لم تنفعها فلسفتها وفلاسفتها في إصلاح المجتمع إلا بفرض سلطة ظالمة على الشعب لتطعيم مدنيَّتها الديكتاتورية (انظر صرامة تعامل الدولة الأمريكية مع قانون الضرائب مثلا)، مع ستر هذا الظلم بإتراف الشعب وإطلاق العنان لشهوانيته، لتَتّقي رده على ظلمها.. والشاهد عندنا، أن هذه الفلسفة ستحاول مجددا تحريك عجلتها في محاولة لمحاكاة إصلاح العلوم الشرعية الإسلامية للأمم.. وهكذا ستقوم بتفقيس بيض نظرياتها المتعفن، وطبعا، بدل أن تخرج كتاكيت.. سيسيل السائل المتعفن على الفن (عَيَّنة للتمثيل بوضوح) فأنتج: في الرسم: لوحات تشكيلية بدون معنى.. ألَّف لها البلهاء خمسمائة مليون معنى!! أغاني مزعجة: لإتراف الشواذ وتكثيرهم، بعد أن عجزت الدولة عن ردعهم. أفلام مخربطة: طبعا البلهاء يُدرجونها ضمن الخيال العلمي. رسوم متحركة: لم تسلم هي الأخرى.. فجاءت رسوما مقرفة بليدة شكلا ومضمونا.. مع رائحة سخريةٍ -تفوح من كل ذلك- تُذَكّرنا -نحن الذين نقرأ الواقع عبر الوحي الإلهي- بالصهاينة.. والخلاصة: أنه في الوقت الذي لن يستطيع أحد إنكار أن: العلوم الشرعية الإسلامية تتعامل مع الإنسان بقداسة؛ إذ تُخرج له دساتير حياته من العلم الإلهي الذي وضعه الرحمن الرحيم.. وأن الفلسفة -في المقابل- تتعامل مع الإنسان كفأر تجربة (تجرب فيه -في كل مرة- عفن بيضها الذي يقذفه رجل حاقد على البشرية.. في رحمِ مجنونةٍ.. تضعه بيضا.. وتتركه.. لتحضنه السياسة المجردة من الدفء والإحساس.. ثم تأتي أجندات الفقس على غير مراعاة لمدة الصلاحية المعهودة.. ليرقص البلهاء تحت تأثير الرائحة المتعفنة، معتقدين أن سمعهم يَطرَب وليس أنفهم الذي يَخرَب!! في خلال هذا، يجادل البلهاء ويستنكرون كل عطرٍ نرشه..