أيها القارئ لمقالتي لو أعطيتك كأساً من العسل المصفى ثم وضعت فيه قطرة من السم، فهل ستشربه؟رأترك لك الجواب. فكيف لو كان الكأس سماً فيه قطرة عسل كحال قناتنا الثانية؟! وإليكم بعضا من مخازيها: مشاهد مخلة بالأدب، قاتلة للحياء، مغتالة للغيرة، داعية للفجور، دافعة للفاحشة، تشيع الفساد، هدامة للأخلاق، تمطر المسلمين بسيل من المخالفات الشرعية والمنكرات والمحرمات، تدعو إلى الرذيلة، وتقتل الفضيلة، وتهدم الشرف، وتهتك العرض، وتشوه صورة الإسلام، وتسود الوجه، وتسيء الأخلاق، لما تعرضه من أفلام ومسلسلات تخدش الحياء، وتغتال الغيرة، في لهف مسموم، وسباق محموم من قبل جماهير غفيرة من المشاهدين الذين تغلب عليهم البراءة أو السطحية فيما يراد، الذين لا يعون ما يحاك ضدهم من تغريب للدين، وتخريب للعقيدة والمفاهيم واللغة وهدم الأخلاق. قناة ومن خلال مخازيها تدعو للميوعة والمجون بدءاً بالمسلسلات المدبلجة ونهاية بالمفرنسة والمخربة. قناة فيها مسلسلات وأفلام تحتوي على الكثير من مشاهد العهر والخنا والخلاعة والميوعة والخيانة الزوجية، والقبلات الحارة، والمشاهد المثيرة للشهوة والجنس، والعلاقات المحرمة، وتكريس الدعوة إلى توطيد العلاقات المحرمة بين الجنسين الرجال والنساء واتخاذ الصديق والصديقة والخليل والخليلة والعاشق والعشيقة، وقد قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [النور:19]. الدوزيم وسيلة هدّامة تقوم على تغيير الحقيقة، وعلى التزوير، والتضليل، وتدعو إلى التغريب، وتسريب الثقافات الدخيلة، والعمل على مسخ وتشويه وتذويب للهوية المغربية الإسلامية، فكلنا ننصهر في بوتقة واحدة العربي والأمازيغي والصحراوي إنه المغرب الإسلامي الكبير، ولقد كان لهذه القناة بالغ التأثير على أخلاق وعادات وسلوك الأطفال والشباب، كل ذلك يعرض في قناة يشرف عليها مجموعة من بني وطننا، وهذا هو الأسى الشديد حيث تجاوزت دركات العفن بمراحل، فأسأل الله تعالى أن يصلح أحوال القائمين عليها لخدمة قضايا الدين والوطن والارتقاء بوعي المواطن، وأن يردهم إلى دينه رداً جميلاً. فاحذروا أيها القائمون على "دوزيم" أنكم لا تقدرون على حمل أوزاركم وذنوبكم، فكيف بحمل أوزار ملايين المشاهدين لقناتكم التي فقدت المهنية من الأساس وأفسدت أخلاق الناس. كلمة أخيرة: بعض الناس يتهم الناصحين والمحذرين من شؤم هذه القناة، ويرميهم بالتخلف أو عدم مواكبة العصر والقدرة على فهم متطلبات الحياة المعاصرة، أو تضخيم الأمور والمبالغة في طرحها، لكن الواقع يصدق كلام الناصحين وأنه عين الحقيقة دون مبالغة، لكثرة ما يرد عليهم من مشكلات اجتماعية وسلوكية سببها مثل هذه القناة.