الحمد لله الذي علق النصر على النصر فقال في كتابه العزيز ((يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) والصلاة والسلام من اجتمعت تحت رايته أمة الإسلام وانتشر نوره بين الخافقين، أما بعد: فلقد عشنا وإياكم تلك الأهوال العصيبة والمكر الكبار الذي كاد يعصف باستقرار بلدكم العزيز وشعبكم العظيم، ومرت تلك الساعات كأنها أعوام وقلوبنا بالله متعلقة، وأسلنتنا بدعائه لاهجة، وأعيننا على الشاشات مثبتة، مع ارتقاب شديد، وتوجس كبير، إلى أن ظهرت بوادر الفرج بمكالمتكم الهاتفية، التي هفت لها قلوب الأتراك كما تهف الطيور إذا أفزعها الصوت، وما هي إلا لحظات حتى نبضت بنبض المحبة الشوارع، وهاجت بالإيمان النفوس، فداء للوحدة الوطنية، والتحاما حول القيادة الأبية، التي لم ير منها شعبكم إلا كل خير ويمن، كيف لا وقد ملأتم بفضل الله أيامه نعيما بعد بؤس، وعاش في عهدكم استقرارا بعد اضطراب، وحرية بعد قمع، ونموا بعد ركود، وكيف لا يستجيب شعبكم وأنتم أنظف من عرفوا يدا، وأسمح من خالطوا أخلاقا، وأصدق من عرفوا لسانا، قد شهدت بنزاهتكم أفواه المحبين والمبغضين، وبلغ خيركم الموافقين والمعارضين، وما هي إلا سويعات حتى قال الشعب كلمته، وأعلنت الحرية انتصارها، وكتب للديمقراطية في بلدكم عهد جديد، وفاضت بدموع الفرح أعين الشرفاء في كل مكان. وإننا إذ نبعث لكم بهذه التهنئة، لنهنئ أنفسنا أولا وأمتنا ثانيا بما منّ الله علينا من استقرار بلدكم العظيم الذي فرج الله به كروب المستضعفين، وآوى فيه شراذم المشردين، وجعله ملاذا للناس وأمنا، رغم ما يحيط به من مكائد، وما يراد له من فتن، وها هي وحدة الشعب مع حكومته والتفافها حول قيم العدل والصدق والديمقراطية تطيح بكيد الكائدين، وتبطل مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. فالحمد لله الذي سر قلوبنا بنجاتكم وأثلج صدورنا بنجاحكم وأرانا منكم ما يسرنا ويسر الشرفاء في كل مكان، هذا والله نسأل أن يعز بكم الإسلام والمسلمين ويربط على قلوبكم إنه سميع مجيب. اكتب اسمك وانشرها على صفحتك لتصل إلى كل العالم