تقر جميع التحاليل السياسية لمنطق الحكم الأمريكي على أن الإطار العام للسياسة الأمريكية لا يبتعد عن قضاء مصالحها دون اعتبار لحياة الشعوب الأخرى، وفي ذلك شيء من الفكر الهتلري الذي اجمع العالم على تعصبه وديكتاتوريته. تعامل الحكومة الأمريكية مع قضية الصحراء المغربية منذ تبنيها من طرف الجمعية العام للأمم المتحدة، لم يكن سياسيا بقدر ما كان اداريا يبحث عن مصالح جهة دون حساب تكاليف تلك المصالح على مسار تطور وتنمية جهات أخرى، فالولايات المتحدة تستفيد بشكل مباشر من النزاع المفتعل بالصحراء المغربية إن لم نقول أنها منخرطة في دعم الانفصال بمخيمات تنذوف فوق التراب الجزائري، وهو ما تؤكده التقارير الممولة التي تعدها بعض المنظمات المتخصصة في الاتجار بالديمقراطية وحقوق الانسان. والتي قد ترسم قتامة ووردية الأوضاع في نفس الوقت مرتبطة فقط بالمعاملات شأنها شأن البورصة. وبفضل قدرة ونباهة جلالة الملك تبقى الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، فبالاضافة إلى كفاءاته في مجال التخطيط الاستراتيجي السياسي، فله قدرة كبيرة على استباق تنفيذ تطلعات الشعب المغربي، فإن تنصروا الله وشعبكم فلا غالب لكم. ولم ينتصر المغرب فحسب بل قدم دروسا في التخطيط الاستراتيجي الموجه للحفاظ على السلم الاجتماعي والأمن القومي وهو ما لم تستطعه امريكا في العراق وسوريا. رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية