وزير الفلاحة يقول: أن سبب غلاء الأكباش هذا العام هو الجفاف و"الشناقة".. جميل أن وزيرنا الهمام استطاع تشخيص المرض! لكن ما ذا فعل وزيرنا هو ورئيسه رئيس حكومتنا "المبجل"، لأجل مواجهة ارتفاع أسعار الأضاحي غير إلقاء اللوم على الجفاف و"الشناقة". أليست وظيفة الحكومة هي إنتاج السياسات العمومية الكفيلة بحل المشاكل المجتمعية وتلبية حاجات المواطنين؟ لماذا يتولى السياسيون المناصب الحكومية وبتسلمون رواتبهم السمينة آخر كل شهر، هل فقط ليقدموا هم أيضا شكاويهم إلى المواطنين كلما عجزوا عن مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية؟ إذن لمن سيشكي المواطنين أمورهم.. سيشكونها لله وحده طبعا، أما غيره فهو كذاب. مالذي يحسن سياسيونا فعله إذن، هل الشكوى فقط؟ – إذا ارتفع سعر المحروقات فحرب روسيا على أوكرانيا هي السبب! – إذا ارتفع سعر الخضر والفواكه، فالوسطاء هم السبب! – إذا تدنى مستوى المدرسة العمومية فإن فيروس كورونا هو السبب! – إذا ارتفع سعر الأضاحي فإن الجفاف و"الشناقة" هما السبب! إذن ما هو عملكم انتم كوزراء تقنوقراط في حكومة كفاءات؟ هل عملكم هو عقد صفقات شراء وكراء السيارات الفخمة؟ أم عملكم هو تجديد أثاث مكاتبكم الفخمة كأنكم ستتخذونها مكان إقامتكم الدائمة؟ آه.. نسينا نحن المواطنون البسطاء.. نسينا أنكم مشغولونا جدا في تجديد أواني مطابخكم كل شهر نظير تعويض قدره خمسة آلاف درهم تقبضونها من أموال دافعي الضرائب كرها! إن الحكومة التي تعجز عن توفير سبل العيش الكريم وتلبية احتياجات المواطنين عليها أن ترحل و أن تقدم الحساب. وعلى السياسي الفاشل والعاجز عن تقديم بدائل السياسات الكفيلة بحل المشاكل أن يستقيل.. أقول لوزراء حكومتنا ولسياسيينا تحلوا بشجاعة الاعتراف بالفشل حين تستعصي عليكم المشكلات كما يفعل أساتذتكم في الغرب إن كنتم فعلا تملكون ذرة من شهامة.. مالكم لا تحسنون التقليد إلا فيما هو سيئ! أم أن ثقافة الاعتراف بالفشل غائبة عنكم ولا تجيدون إلا الشكوى والبكاء كالذي يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي.