هوية بريس-متابعة قدم شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مجموعة من الإجراءات التي تسنها الوزارة من أجل مواجهة "ظاهرة التنمر"، سواء الموجه ضد التلميذات والتلاميذ أو الموجه ضد الأطر التربوية والإدارية؛ بالنظر إلى تداعياته السلبية، خاصة على الناشئة واليافعين. وتعتمد الوزارة في التصدي للتنمر، حسب ما أكده بنموسى ضمن جواب عن سؤال برلماني كتابي، على مقاربة ترتكز على الشق المنهاجي، يتمثل في المقررات والبرامج الدراسية التي تحتوي على مجموعة من النصوص القرائية في العديد من المواد التعليمية تبرز أهمية الحوار والتعايش واحترام الآخر في الحياة بشكل عام سواء في المدرسة أو خارجها، ومن ناحية أخرى تحرص على إبراز السلوكيات العنيفة وتأثيراتها السلبية على المتعلمات والمتعلمين. وأكد بنموسى، في الرد على السؤال الكتابي للفريق الحركي، أن الوزارة تعتمد كذلك الشق المتعلق بأنشطة الحياة المدرسية، من خلال تفعيل الأندية التربوية وتشجيع التلميذات والتلاميذ على المشاركة فيها باعتبارها فضاء لترسيخ قيم الاحترام والتعايش وقبول الآخر بغض النظر عن انتمائه الجنسي والعرقي، وإرساء آليات الرصد والتتبع من خلال خلايا الإنصات والوساطة وخلايا اليقظة والرفع من قدرات منسقيها، والتكفل بالحالات المسجلة وتوجيهها إلى المصالح المعنية، سواء الصحية أو الأمنية أو القضائية. كما أشار الوزير إلى إحداث المركز الوطني للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي، باعتباره بنية تنظيمية وطنية بين قطاعية متعددة التخصصات تضم قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية وفعاليات من المجتمع المدني، مبرزا أنه تم إرساء هذه البنية على المستويين الجهوي والإقليمي من خلال المراكز الجهوية والإقليمية للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي بهدف تعزيز آليات الرصد والتتبع والتوجيه لحالات العنف بالوسط المدرسي. كما تم وضع المنصة الإلكترونية "مرصد" لتتبع تطور عدد حالات العنف بالوسط المدرسي ومواصلة تعميم برنامج لدعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي، الذي يعد ثمرة اتفاقية للشراكة بين الوزارة والرابطة المحمدية للعلماء وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، والذي يهدف إلى تطوير المهارات الحياتية وأساليب التفكير لدى المتعلمات والمتعلمين وترسيخ ثقافة الحق والواجب لديهم وتمكينهم من تحويل المهارات والكفايات المكتسبة إلى سلوكات فعلية داخل الوسط المدرسي وتربيتهم على التعاطي الإيجابي مع الوضعيات المختلفة بكيفية ناجعة وعلى المساهمة في تعزيز وتقوية العلاقات التي تضمن التماسك داخل الوسط المدرسي. وأطلقت الوزارة مشروعا تجريبيا يهدف إلى تكوين عدد من الأساتذة للتعامل مع وضعيات التنمر في الوسط المدرسي، وفق طريقة الاهتمام المشترك في إطار الحملة الوطنية للاستعمال الآمن للأنترنيت. ويهم هذا المشروع في مرحلته الأولى مؤسسات تعليمية في العاصمة الرباط، بهدف إعداد فرق متخصصة في التعامل مع حالات التنمر، خصوصا بعد ارتفاعها في الفضاء الافتراضي خلال جائحة فيروس كورونا. المصدر: هسبريس