بعد ارتفاع حالات العنف المتبادل بين التلميذ وأستاذه في عدد من المدارس المغربية، ارتأت وزارة التربية الوطنية إرساء مرصد وطني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، يروم رصد وتتبع حالات العنف. ويندرج المرصد، وفق وزارة التربية الوطنية، في إطار " تفعيل الاستراتيجية المندمجة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مجال الوقاية ومحاربة العنف بالوسط المدرسي، التي تهدف إلى تقوية القدرات المؤسساتية للمدارس وكذا للمتدخلين في المؤسسات التعليمية". كما تروم ذات الخطوة، الوقاية من العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية، ونشر ثقافة السلم واحترام حقوق الطفل، بالإضافة إلى رصد وتتبع حالات العنف بالوسط المدرسي عبر استعمال نظام للمعلومات والمتابعة والتقييم في هذا المجال. ومن أهم المهام الموكولة لهذا المرصد، يقول بلاغ وزاري تتوفر عليه هسبريس، إلى " استثمار التقارير الواردة من الأقاليم والجهات، بغرض وضع قاعدة معطيات وطنية عن العنف بالوسط المدرسي، والوقوف على التجارب الرائدة وطنيا ودوليا وتقاسمها، والمساهمة في صياغة الأجوبة المناسبة لمعالجة مختلف حالات العنف بالوسط المدرسي، إلى جانب تعزيز التنسيق بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالموضوع". بموازاة مع ذلك، أعطيت الانطلاقة الرسمية للاشتغال بنظام معلوماتي لرصد العنف بالوسط المدرسي، والذي سيمكن مديرات ومديري المؤسسات التعليمية والمسؤولين والمسؤولات عن خلايا الإنصات والوساطة، من التبليغ عن كل حالات العنف التي يتم رصدها سواء داخل المؤسسات التعليمية أو بمحيطها، مما سيمكن من إعداد قاعدة معطيات دقيقة حول خريطة العنف على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني. وقد بادرت الوزارة، في إطار تفعيل هذه الاستراتيجية، إلى جانب المراكز الجهوية لرصد العنف وبتنسيق مع قطاعات العدل والصحة والأمن الوطني والدرك الملكي، بإعداد مخططات عمل جهوية لمحاربة العنف بالوسط المدرسي وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مسيري المراكز الجهوية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، وإبرام اتفاقيات شراكة مع بعض جمعيات المجتمع المدني، وبلورة مواثيق الحقوق والواجبات، كما تم إحداث خلايا للإنصات والوساطة وإحداث خلايا اليقظة بالمؤسسات التعليمية. وتسهر هذه الخلايا، تحت إشراف أطر هيئة الإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية وبتنشيط من الأساتذة المتطوعين، وفق ذات المصدر، على تقديم المساعدة إلى التلميذات والتلاميذ الذين يعانون من مشاكل على المستوى الدراسي أو الاجتماعي أو النفسي، وتحسين التواصل والتعاون بين المؤسسة والأسرة، وتنمية روح المواطنة وتأهيل السلوك المدني للتلاميذ والمساعدة على محاربة الانحراف والإدمان على المخدرات في أوساط التلميذات والتلاميذ. كما تساعد هذه المراكز على تجاوز الفشل الدراسي ومحاربة الهدر والتسرب المدرسيين. وحرصت الوزارة كذلك على تنظيم حملات تحسيسية مع السلطات الأمنية الإقليمية وأنشطة لترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان، وعلى تفعيل أنشطة مختلف الأندية التربوية والثقافية وتتبع حالات العنف المسجلة.