هوية بريس – الخميس 07 أبريل 2016 غير مجد في ملتي واعتقادي أن أطلق العنان لقلمي كي يُعِدَ المقدمات المطلوبة، وينشئ مقامات الاستهلال المعروفة، ويخوض في الوقوف عند دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة باعتبارها مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف وتشكيل الذهنيات. تزداد خطورة الأمر عندما تطول قوافل الأمية بمعناها الحقيقى الذي يتجاوز معرفة القراءة والكتابة، ليغدو بالإمكان الحديث عن سهولة توجيه سلوك ومواقف الناس نحو ردود أفعال معينة، أو أحكام خاصة في لحظات معينة؛ بل أكاد أجزم بأن أجيال الغد ومواصفاته تعد الآن حسب ما تشتهيه النفس الأمارة بالسوء والتكليخ والتفريق عند بعض المهندسين.. وأيا كان موقفنا من نظرية المؤامرة التي بات ينفيها العديد من زملائنا وأصدقائنا ممن هذبت المقامات ألسنتهم ولغاتهم التي أصبحت تقوم بوظيفة واحدة، هي التي حدثنا عنها ابن جني ذات يوم في خصائصه.. وللقارئ العزيز واسع التأويل.. لقد قُدر لي ظهيرة السبت 26 مارس 2017 الموافق ل16 جمادى الثانية1437ه أن أتابع القناة "الوطنية" الثانية، فاسترعى انتباهي منظر Patric ألماني اختار الاستقرار في موكادور، حيث أصرت عدسة المصور الذكية على التقاط مشهد امرأة من الصويرة بجلبابها المغربي و"فولارها" تبدو عليها علامات الوقار وهي تصافح Patric بالوجه، بل إن ذكرت المرأة في حوار معها بأنهم –ولا أعرف على من يعود الضمير- يعتبرونه واحدا منهم.. فربما فهمت بعض الدلالات الممكنة لأبيات طرفة بن العبد: يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ,,,,خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي,,,قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي وَرُفِعَ الفَخُّ فمَاذَا تَحْذَرِي,,,,لا بُدَّ من صيدك يوماُ فاصْبِرِي وكنت محظوظا أيضا، وأنا أتابع في اليوم نفسه، متابعة القناة نفسها لليوم العالمي للشجرة حيث خصت كل من أشجار الأرز والنخل وأركان بتقارير تنوه بخصالها وفوائدها، وتساءلت ما نصيب شجرة الزيتون من هذا الاحتفال؟؟ وربما فهمت أيضا بعض الدلالات الممكنة لمعادلة الجاحظ القديمة "البلاد والعباد".. حتى الشجر يحتاج إلى لوبيات ودوائر معينة ليُتحدث عنه.. أما زيتون جبالة وغيرهم.. فلا بواكي له..