الجمعة 13 دجنبر 2013م بنجلاديش تنتفض تنديدًا بإعدام الشيخ عبد القادر الملا في تداعيات إقدام السلطات البنغالية على إعدام نائب الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية عبد القادر الملا، أمس انتفض مناصرو الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، منظمين تظاهرات احتجاجية في مختلف المدن البنغالية تنديدا بإعدام الملا. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين أدوا صلاة الغائب في مساجد العاصمة دكا، والمدن الأخرى على روح عبد القادر ملا، عقب صلاة الجمعة، فيما اعتدت قوات الأمن على المتظاهرين لمنع الاحتجاجات ما أسفر عن وقوع اشتباكات بعد إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين، الذين ألقوا الحجارة واستخدموا العصي، وأضرموا النار في عدد كبير من السيارات، فيما امتدت المواجهات إلى أحياء أخرى من المدينة. وأسفرت هذه الاشتباكات وفق تصريح مصادر مطلعة عن سقوط أربعة قتلى وإصابة آخرين في المواجهات الدائرة في الأحياء الواقعة في محيط العاصمة، بينما لم تؤكد مصادر رسمية، أو مصادر تابعة للجماعة الإسلامية صحة الأنباء. وكان من المقرر أن يُنفّذ الحكم الثلاثاء الماضي، لكنه حصل على مهلة قدّم خلالها استئنافا، فيما رفضت المحكمة العليا الاستئناف وأيّدت تنفيذ حكم الإعدام الأمر الذي وصفه مؤيدو الملا بأنه قرار سياسي. يُشار إلى أن المحكمة العليا في بنجلادش قد حكمت على "مولا" بالإعدام في 17 سبتمبر الماضي، بتهمة ارتكاب جرائم خلال الحرب من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971، مغلظة العقوبة المفروضة عليه في فبراير الماضي بالسجن المؤبد، الأمر الذي أثار حينها موجة احتجاجات عنيفة. وقد أسست الحكومة الحالية "محكمة الجرائم الدولية" المثيرة للجدل في مارس 2010، وهي محكمة خاصة للنظر في قضايا البنغاليين المتعاونين مع القوات الباكستانية في سبعينيات القرن الماضي لمنع استقلال البلاد. والحقيقة أن الشيخ رحمه الله أعدم لأنه رفض الانفصال عن باكستان قبل 41 عاما للحفاظ على كيانها الإسلامي في المنطقة في مواجهة العداء الهندوسي ولدعم استقلال كشمير. وصية الشيخ وهذه وصية الشيخ عبد القادر الملا رحمه الله لأهله قبيل تنفيذ حكم الإعدام، قال فيها: "إنني كنت وليَّكم، وإذا قامت الحكومة بقتلي بطريقة غير شرعية وغير قانونية فإنني سأموت موتة الشهداء، حيث أن الله سبحانه وتعالى سيكون وليكم بعد استشهادي، فهو خير حافظا وخيرُ وليّ، ولهذا لا داعي للقلق، فأنا بريء تمامًا من جميع التهم التي وجهت إليّ، مؤكدًا بأنني وبسبب ارتباطي بالحركة الإسلامية في هذه الدولة تقوم الحكومة بقتلي، فليس كل واحد منا يستطيع أن يفوز بالشهادة، وهذا تكريم وشرف من الله عز وجل أن يسر لي أن أموت موتة الشهداء، وهو ما سيكون من أعظم ما اكتسبته في حياتي فالشهيد هو الذي يتذوق حلاوة شهد لا يشعر بها سواه، وكل قطرة من دمي سيعجل من سقوط الظالم المستبد وسيزيد الحركة الإسلامية قوة ونشاطا، فأنا لست قلقا على نفسي بقدر ما أنا قلق على مستقبل هذه الدولة والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية في هذا البلد ، وقد قدمت حياتي فداء للحركة الإسلامية والله على ما أقوله شهيد". أردوغان يعرب عن غضبه الشديد من إعدام "ملا" في بنجلاديش أدانت الحكومة التركية بشدة، إقدام السلطات البنغالية على إعدام مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية "عبد القادر ملا". فقد أعرب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، عن قلقه وحزنه وغضبه الشديد، حيال إعدام الملا، فيما أكدت الخارجية التركية، أن تركيا ستواصل دائما بالوقوف بجانب الشعب البنغالي الشقيق والصديق في هذه المرحلة الحرجة متمنية أن يسود السلام في البلاد، وفقا لموقع بني شفق التركي. وأفادت الخارجية التركية في بيان صادر عنها، أن أردوغان كان قد أرسل العديد من الرسائل إلى رئيس جمهورية بنغلادش، ورئيسة الوزراء في ديسمبر2012 تضمنت مبادرات على مستوى ثنائي ودولي، من أجل إحتواء الأزمة. وأوضحت أن الحكومة التركية تعتبر أن التوافق والمصالحة بين الفرقاء ولملمة جراح الماضي، لا تتم بمثل هذه الأساليب، وأن تنفيذ عقوبة الإعدام، ومواصلة العمل بهذه العقلية، يؤدي إلى تصعيد التوتر في البلاد. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي إلى الأمة الإسلامية الشيخ عبد القادر الملا تلقى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأسف بالغ نبأ إعدام الشيخ عبد القادر الملا مساء يوم (الخميس) على يد القضاء الجائر لبنغلاديش، وذلك في انتهاك صارخ لكل القوانين وقواعد العدالة المتعارف عليها في العالم، وفي تجاهل تام كذلك لكل المساعي والالتماسات التي تقدمت بها أكثر من جهة إسلامية وحقوقية، تقديرا لسن الشيخ عبد القادر الملا ومكانته العلمية والاجتماعية، حيث إنه كان نائب الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية واسع الانتشار في بنغلاديش". والاتحاد إذ ينعي إلى الأمة الإسلامية الشيخ عبد القادر الملا ليعزي فيه الشعب البنغلاديشي المسلم فضلا عن أسرته وذويه، سائلا الله تعالى أن يتقبله في الشهداء، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، ويجزيهم أجر الصابرين، و﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾. كما يحمل الاتحاد الحكومة البنغلاديشية المسؤولية كاملة عن "الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بنغلاديش، وبخاصة الدعاة والعلماء العاملين".