بسم الله الرحمن الرحيم رسالة مفتوحة إلى السيد عزيز غالي… السلام عليكم ورحمة الله السيد عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. تابعت لقاءكم بالسيد المهداوي في حلقة متعلقة بغلاء الأسعار، وقد انتبهت لمداخلتك -كما أفعل دائما- باهتمام باعتبارك ناشطا حقوقيا تفترض فيه الأمانة والدقة والتوثيق، لا أخفيك أنني أستفيد منكم، لكنني فوجئت منكم في هذا اللقاء تستعملون أسلوبا غير لائق بناشط حقوقي يساري، فقد كان أسلوبك أثناء الإشارة إلى الأستاذ "يسين العمري" محمولا على نوع من الانتقاص، كان الأولى بك أن تختار عبارات مناسبة، ولك بعد ذلك كل الحق في الانتقاد مدعوما كما تفعل دائما بالوثائق بعد الاستقراء وحسن التحليل ومراعاة السياقات، وقد يحتمل منك هذا، لكن الذي أثارني وأسفت له، أنكم استغللتم مقام رئيس هيئة حقوقية مدنية من المفروض أنها تمثل كل المغاربة فمررت خطابا أيديولوجيا، وكنت أرجو أن لا تفعل، لكنك فعلت. وقد أسفت لحديثك عن العلمانية وشرحها بأن عمق العلمانية هي "أن مسائل الدنيا خسنا ناقشوها"، وهذا سي عزيز جزء من ثقافتنا الإسلامية، وليست شيئا يمن به أحد علينا، وأكرر التعبير عن أسفي من ذلك، إن العلمانية في حقيقتها تتجاوز ذلك إلى أمور يرفضها ملايين المغاربة، نعم أخطأتَ سي عزيز، وأرجو أن تخرج باعتذار، كي تبقى المكانة الحقوقية والمدنية لجمعيتكم محفوظة، وإلا فإنكم تعرفون أن عدم الاعتذار يعني الإصرار، والذي يؤول الأمر فيه إلى أن تصنف جمعيتكم في جهة في مقابل جهة أخرى، وأعتقد أن هذا ليس في مصلحة عمل حقوقي إنساني. فالمرجو منك سي عزيز، بدافع الصدق في العمل، وتحمل المسؤولية، والعقل الراشد، أن تبدي اعتذارا، وكن متأكدا، أننا وإن اختلفنا معك في المبادئ، فإننا قد نتوافق معك في مقاصد نصرة المظلوم وقول كلمة الحق بما يحقق المصلحة للبلاد والعباد، واعتذارك لن يدل إلا على صدق ونبل، ويكون ما صدر منك تسرعا أو زلة لسان، قد تقع لأي واحد منا، مع كامل التقدير والتوقير. أخوك طارق الحمودي.