خرج علينا المهداوي عشية أمس بفيديو، منشور على صفحته الخاصة على اليوتوب، حيث يهاجم صراحة و بطريقة مباشرة، أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، الذين يترافعون في ملف حفصة بوطاهر ويؤازرون حسب طلبه ، المشتكي في قضية سليمان الريسوني، الشاب آدم، فيما يتعرض له من تنمر و تضييق. و قد طرح السيد حميد المهداوي تساؤلات، أتشرف كثيرا بالإجابة عنها، وأتمنى صادقة أن يتقبل أجوبتي التي لن تكون منمقة أو ديبلوماسية على الإطلاق ، فقد وصل السيل زباه، و قد آن الأوان أن نتطرق لبعض المغالطات بوضوح مطلق و شفافية تامة، وأن يرى سي المهداوي وجهه في المرآة... بلا زواق ! يتسائل السيد حميد المهداوي ؟ * علاش الهجوم على هشام العلوي ؟ ما قال حتى عيب ومطالبش بالعفو على الريسوني وكفل حق المشتكي و خاطب باحترام ابن عمه ملك البلاد مناشدا إياه باستحضار الإنسانية ، وتدخله ناجم فقط عن حب الوطن ! فأجيب: إن خرجات الأساتذة المحاميين أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الضحايا الإعلامية لا تتسم بالخبث الدارج و الذي يمارسه بعض تجار الحقوق ، و كما يقال بالدارجة : عرفوها باش مخضرة . و لأنهم مناضلون نزهاء و شرفاء لا دراية لهم بالتلاعب و التذاكي فقد فطنوا لمغزى تدخل الأمير هشام العلوي، و بموضوعية ، جاوه من اللخر. أما إن أردت التفسير بالخشيبات ، فمرحبا : إن تغريدة الأمير هشام العلوي هي محاولة لإحراج الملك محمد السادس ، إذ أن الهدف لو كان بريئا، لا يشمل تلميعا لصورة على حساب أخرى ، فإن قنوات التواصل مفتوحة ، و لا حاجة لإشهار المواقف أو المناشدات المسرحية , فالأمير هشام العلوي من الأسرة الملكية و لا أظن شخصيا أنه لا يملك وسائل تواصل أكثر مباشرة من شبكات التواصل الاجتماعي، و من سبل إشهارات المواقف النضالية الوطنية . وكلمة " الإقحام" التي استعملها أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الضحايا ، تجد سياقها الكامل في هذا الإطار . يستطرد المهداوي بعد تناوله لهذه النقطة، بتهديد مبطن عن إمكانية لجوء الأمير لرئيس الولاياتالمتحدة ، أو الإتحاد الأوروبي ...فما كان يكون موقف المغرب لو فعل هشام العلوي ذلك ؟ يقول المهداوي بطريقة درامية . وجوابي هو أنه و لو تم استدعاء العفاريت الزرق و استحضار أرواح مقاتلي الهنود الحمر بالإضافة للكائنات الفضائية و المخلوقات الخضراء اللزجة الملمس و الأحادية العين ... لما شكل ذلك فرقا بالنسبة للمغرب فيما يتعلق بسيادة قراره و استقلاليته . ولنا أن نتسائل : * لماذا لم يتدخل هشام العلوي في قضايا أكثر من 200 مغربي مضرب عن الطعام حسب المجلس الوطني لحقوق الإنسان برسم سنة 2020؟ الجواب معروف و مفهوم ... و بيان الواضحات من المفضحات كما يقولون ! يستدل بعد ذلك المهداوي بالقانون و يترافع عن العفو و حق الملك فيه معللا ذلك بأن كل الجلسات القضائية تفتتح باسم جلالة الملك ، و هذا قول كثيرا ما سمعناه عند أولئك الذين يحاولون ربط الظلم الذي ينسبونه لقضاياهم بمسؤولية ملك البلاد عنه ، فيصطفون في معارضة هوجاء حاقدة و يغذون كرها عقيما نحو النظام و حتى الوطن ، على أساس ربط لا منطق له و لا أساس . لا دراية قانونية لي بصلاحيات الملك ، إذ لم أدرس المحاماة و لم أتشرف بحمل بذلة ، يصفها المهداوي مستهزئا في وقت سابق ب"البردعة"، و لن أتجرأ على الخوض ، على عكسه ، فيما لا تخصص لي فيه ، لكنني لطالما تسائلت أيضا عن مدى مسؤولية خالق الكون في كل الأفعال الإجرامية التي تمارس باسمه ؟ فبالله عليكم ... ما هذا المنطق ؟ يتطرق بعد ذلك ، المهداوي ، لنقطة ، توقفت عندها ، مذهولة ، مصعوقة ، لأن ما يتشدق به ، صادر من لدن صحفي يصف نفسه بالمناضل و بالحقوقي ، و هي طامة كبرى و مصيبة ما بعدها مصيبة ! إذ يقول ما معناه : " أننا خاصنا كمزاليط نبوسو السما بالقاعدية إلا هضر على حقنا شي حد من البورجوازية أو النبلاء ! وقد استعمل كلمة " النبلاء " . فهل المهداوي يعيش فكريا في عهد إقطاعي فيودالي ، يؤمن من خلاله بتسلسل هرمي مبني على وجود بروليتاريا و أصحاب دماء نبيلة ؟ في عهد دولة الحق والقانون؟ في القرن الواحد و العشرين؟ في مغرب العهد الجديد ؟ أين قيم الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية التي وجب أن نؤمن بها أولا قبل أن ندافع عنها ؟! ما هذا الهراء وما هذا العبث ؟ يتوجه بعذ ذلك ، هذا اليوتوبرز الهمام ، إلى الجمعية المغربية لحقوق الضحايا منتقدا اجتماعها الأخير مع السفراء الأجانب الموفدين لمملكتنا ، متهما إياهم بالخيانة الكبرى ، و بنشر غسيل المغرب دوليا ، و هو يعلم علم اليقين أن من حاول تشويه صورة المغرب الحقوقية هم أنصار الريسوني و الراضي و توفيق بوعشرين . والجدير بالذكر أن لقاء أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الضحايا مع السفراء، كان بدعوة من جمعية مغربية معترف بها وطنيا وهي جمعية الملتقى الدبلوماسي التي نظمت اللقاء ال 100 . و على هذا الأساس ، فإن الجمعية المغربية لحقوق الضحايا لم تطلب هذا اللقاء لكنها استجابت فقط للدعوة التي تم توجيهها لها ، وقد كان مجرد لقاء تواصلي مع جمعية معتادة على تنظيم متل هاته اللقاءات مع المجتمع المدني. علاش ما مشيتوش عند السفراء على ود القضية ديالي يقول المهداوي ؟ و هنا أتوقف عند فكرة لطالما راودتني ، ألا و هي ، ضرورة عرض المهداوي على طبيب نفسي . فالرجل صراحة ، لا يستطيع أن يتكلم لدقيقتين دون أن يقحم قضيته التي يقول عنها أنها كانت ملفقة ، مما يخل بمبدأ الحياد و الموضوعية في تناول حيثيات قضايا أخرى ، إذ أنه يخلط الحابل بالنابل ، و تتحول مرافعاته لهذيان ناجم عن حمى مزمنة ... قد أضحت مهزلة مثيرة للشفقة أكثر من أي شيء آخر ! ثم يتهجم ، و هو في حالة هذيان مطلق ، على المشتكية حفصة بوطاهر ، ملمحا بخبث بئيس ، بأنه لا يفهم كيف أنها لم تحضر للجلسة الأخيرة المتعلقة بملفها ضد الراضي لكنها استطاعت أن تترافع عن قضيتها أمام سفراء أجانب . و لأن المهداوي ليس طبيبا نفسيا و لا محاميا و لا حقوقيا يؤمن بقيم المساواة كما تطرقنا لذلك سابقا ، فإننا نعذر جهله متغاضين عن خبث سؤاله، فنجيبه بأن نفسية ضحية الإغتصاب قد تجعلها غير قادرة على تحمل رؤية مغتصبها ، خلافا لغيره ، زيادة على أن دفاعها كان يمثلها ، و أن حضورها لم يكن إلزاميا ، و لم يكن أبدا السبب في تأجيل المحاكمة ، إذ أن هيئة دفاع عمر الراضي هي التي طالبت بالتأجيل كما هو الحال منذ أزيد من سنة ! أما عن خرجات حفصة بوطاهر بوجه مكشوف، فهي تمتد لأزيد من سنة و من حقها أن تكلم من تريد و تترافع عن قضيتها دون حرج و دون أن تفرض عليها أيها المهداوي أو غيرك وصايتك ... فهي حرة ! و قد ولى عهد صمت ضحايا الإغتصاب و التعنيف ، و لن تجعلنا رجعية و تخلف أفكار ذكورية مقيتة نرجع لنقطة الصفر ، و لن ترجعنا أيها الحقوقي المزعوم لخانة الصمت و الإستكانة و الخزي و العار ... إذ أن العار هو السكوت عن ذاك الظلم الذي تقول أنك تحاربه فها أنت تسانده ... إذ لا قناعات بل هي فقط مسرحيات ! ينتقل بنا بعد ذلك المهداوي لسؤال محوري ألا و هو : علاش سليمان الريسوني و لا حتى عمر الراضي مداروش إضراب عن الطعام شحال هادي ؟ و الجواب سهل و بسيط : من أعطاهم الفكرة و أقنعهم عبر تطبيقها هو المعطي منجب، لأنه أضرب عن الطعام و تمت متابعته في حالة إطلاق سراح ، فلم لن يستعملا ما استعمل منجب و هو حل ناجع و سريع ؟ و ردا على سؤال آخر : شكون باغي يشوه صورة الملك على الصعيد الدولي ؟ اللي باغي يشوه صورة المغرب هما هادوك اللي عيطو للمدير العام ديال صحفيين بلا حدود ووقفوه قدام المحكمة هاز اللافتات على وعدو وسعدو و كان من المنتظر و حسب " طلب" سليمان الريسوني ، أن يأتي هذا الأخير للمحاكمة بسيارة إسعاف مجهزة و أن يدخل للمحكمة بكرسي متحرك ... و لكن تم رفض طلبه من طرف المحكمة ، و ما صدقش السيناريو و الحوار المكتوب بعناية قد نحترمها لو لم تكن مقرونة ببلادة التفكير الناجمة عن عدم معرفة توجه وطننا و مدى تشبته بسيادته بعيدا عن التبعية الإستعمارية و تهديدات تجار الحقوق ب "ضريب الطر " و عرقلة المساعي الديبلوماسية المغربية السديدة . و يختتم المهداوي خطابه السوريالي ، بجوهر اهتمامه و الهدف الأسمى من مرافعاته المتعددة : أما أصعب الإغتصاب و لا الموت ... قنع الموكل ديالك يتنازل ...آش وقع كاع ؟ و هو يخاطب محامي المشتكي في قضية الريسوني . آش واقع كاع ؟ لا والو ... غير كاين اللي عندو مشكل فأنه يتغتصب أ سي المهداوي ! شوف إزاي ! إلا أنت ما عندك مشكل... شغلك هذاك ... و لكن كاين اللي عندو احترام للجسد ديالو و كيجيه هتك العرض ديالو شي حاجة مهمة ! و الموت الوشيك للمتهم على أساس رفضه لهذه المحاكمة ، عبر إضراب "مزعوم" عن الطعام ... لا يجبر المشتكي على التنازل عن شكايته ، و ليس لك أن تتدخل في قراره عبر تبخيس قضيته و محاولة تحسيسه بالذنب ! و مجمل القول أ سي المهداوي : أنت ماشي محامي ... هادي أولا ! أنت ماشي طبيب نفساني ... هادي ثانيا ! أنت ماشي مناضل حقوقي ... هادي ثالثا ! أنت أ سي المهداوي يوتوبرز ، القناة ديالك غادية مزيان حسب الإحصائيات العمومية التي يستطيع أي مهتم أن يطلع عليها عبر محرك : socialblade، دير فيديوهات كلا نهار و ها حنا متعاونين معاك ... أكل العيش مر ... خلاوها المصريين فهنيئا لك بنضال خبزي ... كل ما يهمنا هو أن تعرف أنه كذلك ... و أنه لا يتعدى ذلك !