بعد أن وجه الشيخ محمد الفزازي رسالة إلى المحامي الحبيب حجي، الذي أصيب بفيروس كورونا، ودعا ل بالشفاء والهداية، رد المحامي محمد الهيني، صديق حجي، برسالة قال فيها: "شكرا سي الفيزازي على مشاعرك الطيبة اتجاه اخي وعزيزي ذ حاجي لكن مع ذلك اخبرك انني بحكم معايشتي للرجل انه اكثر تدينا منك واقعا وحالا. لقد رايت في ذ حاجي كل الصدق وخدمة الناس والقيام بالصالحات من الاعمال والابتعاد عن الباطل. انه يحمل كل معاني التقوى والخوف من الله وينتصر للانسانية لكن اشهد انه يكره كل تجار الدين الذين يستعلمون الدين لغايات سياسية دنيئة تبعده عن ابعاده السمحة. لذا من جانبي لن ادعوك للتوبة لانني لا احمل تفويض من الله او اي الة اقيس بها ايمانك الحق ودرجته، ولكن مع ذلك احترمك لانك وقفت مع زميلي في محنته ودعوت له بالشفاء اما درجة الايمان فالله وحده من يعلم ذلك ونحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر. فلا تزكوا انفسكم"اه. وجوابا على هذه الرسالة قال الشيخ محمد الفزازي في رسالة توصلت بها "هوية بريس": "ذ. الهيني…أرجو ألا تعتبر هذه السطور ردا مني على تدوينتك الموجهة إلي. فالرد له وِجهة أخرى وأسلوب آخر لا سيما فيما يرجع إلى مسمى الإيمان ومفهوم والتعبد والغمز بحكاية (تجار الدين) والتوبة وما إلى ذلك. اِعتبر هذه السطور مجرد دردشة خفيفة فيها بعض الملاحظات على تدوينتك. وأرجو أن يتسع لها صدرك. الملاحظة الأولى: تناقضك المكشوف والصارخ من النقيض إلى النقيض. فأنت تتحدث عن مشاعري الطيبة تجاه زميلك حجي -شفاه الله- وتعرب عن احترامي لأنني وقفت معه في محنته ودعوت له بالشفاء… وفي نفس الوقت تجعل هذا الاعتراف في قالب القدح والذم المفضوحين.. الملاحظة الثانية: ذ. حاجي شفاه الله وزوجه، "حداثي علماني" حتى النخاع مثلك تماماً… ومدافع عن الشذوذ الجنسي "اللواط" والسحاق وزواج المسلمة بالكافر ورفع التجريم عن العلاقات الجنسية الرضائية خارج إطار الزواج (الزنا).. إلى غير ذلك من مصائب وطامّات يستنكرها الرهبان والقساوسة واليهود والنصارى والبوذيون والهندوس وكل الأسوياء في فطرتهم وإنسانيتهم فضلا عن المسلمين المعتصمين بكتاب الله وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأنت نفسك ذ.الهيني على هذا المبدأ الهدام. فهل هذا هو مفهوم التدين والتقوى والصدق وخدمة الناس والقيام بالصالحات والابتعاد عن الباطل والخوف من الله… حسب تعبيرك. والذي تسوّقون له؟ هل تعرف ما تقول أخي الهيني؟ (من نيتك زعما؟). الملاحظة الثالثة: وضعية ذ.حاجي الصحية والخطيرة جدا لم تكن ليليق معها تذكيره بما يؤمن به ويدعو إليه من الطامات سالفة الذكر. فهذا قد واجهته به في ندوة جمعتنا في نفس القاعة التي جمعتني بك بمدينة مرتيل وكنتَ أنت فيها على نهج واحد مع ذ. حاجي. لذلك وجهت إليه وصية المشفق الرحيم من غير استعلاء ولا تزكية للنفس كما زعمت. هذا مع ما ذكرتُه بصريح العبارة حيث قلتُ (أنصحك بهذا وأنا أحوج ما أكون إلى نصيحتي منك…. كما أني لست في غنىً عن التوبة منك إلى رب العالمين، مثلك وأكثر…). بالله عليك، وأنت ذ. القاضي سابقا والمحامي والحقوقي الآن، هل تشم في هذا رائحة لتزيكية النفس أو المتاجرة بالدين أو كبر أو ما شابه؟ الملاحظة الرابعة: قولك (ونحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر) غير مطابق تماماً لظاهر قولي المتواضع بوضوح، فضلا عن الحكم على المتدينين بتجار الدين. وهو ما جعل غيركم يتهمونكم بتجار العلمانية والاسترزاق بمآسي الناس وتجار الديمقراطية… وما يوجه إليكم من سهام بهذا الخصوص تنوء بحمله الجمال. وفي ختام هذه الدردشة أجدد دعواتي الصادقة للأستاذ حاجي بالشفاء العاجل له ولزوجه ولكل من ابتلي بهذا الوباء الفتاك. وأجدد نصحي له ولَك ولمن يدعو بدعوتكما الهدامة للأخلاق الإسلامية التي يقوم عليها مجتمعنا المسلم أنِ اتقوا الله في هذه الأمة وارفعوا عنها دعواتكم بالتغريب الخلقي والتخريب القيمي. والدين النصحية. تحياتي ذ. الهيني"اه.