بعد عودة الحديث عن تحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا عاد الكلام كذلك عن مشروع حفر "نفق جبل طارق" الذي يربط البلدين، وهو مشروع عمره 40 عاما، ويهدف بالأساس لربط قارة أوروبا مع قارة أفريقيا. وكان الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بحث مع ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس بناء النفق بين البلدين. ويحظى المشروع بالعديد من الفوائد والمزايا الاقتصادية، منها نقل البضائع والمسافرين بين ضفتي البلدين وتعزيز اقتصاد القارتين، لكن الجمهور في المغرب يرى أنه بحاجة إلى نفق يخرجه من دائرة الغلاء والفقر وليس مشروعا ينجز بالديون التي سيتحملها الفقراء في النهاية. ورصد برنامج شبكات في حلقته بتاريخ 2023/2/20 تغريدات لمواطنين مغاربة أعربوا فيها عن عدم رضاهم عن المشروع، ومن ضمنها تغريدة للحسين احتيتي الذي يدين سياسة الديون التي تنجز بها المشروعات الكبرى ويدفعها الفقراء، فغرد قائلا "اش نستفد حنا الشعب، لا نستفيد إلا التفقير، البنك الدولي يدفع وتوزع الديون على الفقراء، حتى المشاريع التي نعملو فيها نحن الفقراء لا تتجاوز الأجرة 80 درهما". بدوره، دعا جواد الزيدون السلطات إلى بناء نفق لإخراج الفقراء من الحال الذي وصلوا اليه، فكتب "نحتاج لنفق سريع يخرجنا من هذا الغلاء الذي أهلك المواطن البسيط، فها هو النفق الحقيقي الذي نريده". أما رشيد فرأى أن النفق فرصة للهجرة بدلا من قوارب الموت، فيقول "يعني نحركو إسبانيا بدون قوارب الموت؟". أين يقع النفق؟ يبدأ حفر النفق في مضيق جبل طارق الذي تمر منه سنويا ما يقارب 100 ألف سفينة، وسيمتد تحت البحر، وسيحتاج المنفذون إلى الحفر لمسافة 38 كيلومترا في المجمل، منها 28 كيلومترا تحت سطح البحر. أما العمق فسيكون 475 مترا تحت سطح البحر، وستكون هناك سكتا حديد ونفق مواز للخدمات وسيربط مالاباطا في مدينة طنجة بالمغرب وبونتا بالوما في طريفة الإسبانية. وكانت الحكومتان في البلدين قد كلفتا شركة مغربية وأخرى إسبانية بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع الذي سيسهل عبور 13 مليون طن من البضائع، و12.8 مليون مسافر سنويا على المدى المتوسط، وستتولى شركة ألمانية مهمة التنفيذ. عوائق في الانتظار ويرافق إنجاز المشروع عدد من العوائق، أولها أن منطقة جبل طارق تلتقي فيها الصفيحة التكتونية الأوروبية مع الصفيحة التكتونية الأفريقية، وهي عبارة عن تربة طينية ليست كلسية كتربة بحر المانش. كما أن المشروع قد يواجه اعتراضا من دول أوروبية تخشى موجات الهجرة غير النظامية، حسب الجزيرة.