بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: لا تزال مشاهد الألم تصلنا تباعا.. لتزيد من أحزاننا وآلامنا.. ولا اعتراض على الله ربنا.. ذلكم الزلزال العظيم الذي هو من آيات عظمة الله واقتداره سبحانه وبحمده.. ونحاول أن نتجاوز غصص الآلام والأحزان.. ومعاناة إخواننا المسلمين في كل من سوريا وتركيا.. وفي قلوبنا أحزان وأشجان.. ولكن.. عزاؤنا أننا نحتسبهم شهداء عند الله عز وجل.. فنسأل الله أن يرحمهم ويكتبهم عنده من الشهداء.. وأن يشفي المصابين..وأن يلطف بإخواننا الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. وأن يوقظ أمتنا التي تاهت في سراديب الغفلة.. وتغطت بسرابيل الأوهام.. والتمست النور عند أرباب الظلم والظلام.. وتخلت عن موارد العزة..وتحلّت بأسباب الذلة.. والله المستعان.. هذه أحبابي زلزلة الدنيا.. فكيف بزلزلة الساعة؟! (إذا زلزلت الأرض زلزالها) (ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم..يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت. وتضع كل ذات حمل حملها. وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).. هذا المشهد العظيم صُدٍّرَ بنداء عالمي يخترق الزمان والمكان… ياأيها الناس اتقوا ربكم.. هذا هو الحل أحبابي.. التقوى.. الرجوع إلى الله.. الصلح مع الله.. عقد العزم على توبة مٌخًصِّصَة ومُخَلٍّصة.. تخصصك بالإقتراب.. وتخلصك من أسباب التباب..لاحل لنا سوى الرجوع إلى الله..والخضوع له جل في علاه.. واقتفاء أثر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..الرسول النبي القائد الإمام.. فتلكم النجاة.. فتلكم النجاة… فالنّجاء النّجاء عباد الله..أنقذوا أنفسكم من نار الله الموقدة.. التي تطلع على الأفئدة.. واعلموا أن الساعة آتية لاريب فيها…وأيقنوا أن من وثق بالله وخضع له..كفاه الله كل هم ومكر وكيد..أقبلوا على كتاب الله فهو خلاصكم..وتعلموا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فهي دليلكم… (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايومرون). وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر القزابري.