توصل خطباء الجمعة في كل ربوع المملكة أمس الخميس بخطبة جمعة موحدة موضوعا ونصا، عن طريق مندوبي الشؤون الإسلامية في مختلف الأقاليم والجهات. وقد تطرقت الخطبة لموضوع مكانة المرأة في الإسلام مستندة لنصوص من القرآن والحديث الشريف مع نماذج من السيرة النبوية تجلي حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة. وهو موضوع جيد ومقبول بل يعد من المواضيع التي يتفق على مضمونها كل خطباء الجمعة لا في المغرب فقط بل في كل البلدان الإسلامية الأخرى أيضا. فلماذا تصر وزارة الأوقاف في كل مرة على الحط من مكانة الخطباء المؤهلين ماداموا لا يقبلون لمزاولة هذه المهمة العظيمة إلا بشروط دقيقة واختبارات عسيرة؟ الملفت للانتباه من جهة ثانية هو غياب المناسبة، ومعلوم أن المناسبة دائما تكون شرطا في الخطب الموحدة التي غالبا ما تعالج موضوعا وطنيا أو مناسبة عالمية، أو ظاهرة طفت واستفحلت في المجتمع أو غير ذلك مما لا يعجز أحد عن الربط بينه وبين موضوع الخطبه الموحدة. ويرى بعض المتابعين أن مقصد الخطبة اليوم ليس هو موضوع المرأة وإنما تم اختيار أي موضوع لصرف الخطباء عن تناول موضوع كأس العالم والمشاركة المغربية المتميزة هذه السنة، والتي أوصلت المنتخب المغربي إلى حدود الساعة لربع النهائي.. ومعلوم أن غالب الخطباء تبعا للعلماء هم ضد الإغراق في لعبة كرة القدم خاصة مع ما ينجم عنها من إهدار للأموال والأوقات والطاقات، وتحريف مفاهيم النصر والهزيمة والتقدم والتأخر والفوز والخسارة وتضخيم الفرح الذي لن يكون له في حال الفوز كبير أثر على واقع الدولة والشعب والأمة في تعليمها وصحتها، واقتصادها وترتيبها في سلم التنمية… إلخ فهل عمدت الوزارة فعلا إلى إشغال الخطباء بهذا الموضوع لإبعادهم عن موضوع كأس العالم؟؟ وهل تجنبت الوزارة الحرج الذي كان من الممكن أن يسببه من يتناول هذا الموضوع من الخطباء، خاصة بعد مشاركة جلالة الملك والأسرة الملكية الشعب فرحته إثر التأهل للربع؟؟ وهل هذا منع لطيف وأسلوب خفيف قائم على الإشغال عوض الإلزام؟؟