دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية السادة مندوبو الشؤون الإسلامية إلى اعتماد خطبة موحدة، الجمعة القادمة، في موضوع "مكانة المرأة في الإسلام". وجاء في نص مذكرة وزير الأوقاف أحمد التوفيق "سلام تام بوجود مولانا الإمام أيده الله، وبعد، يشرفني أن أوافيكم رفقته بنص الخطبة الموحدة حول "مكانة المرأة في الإسلام"، ليوم الجمعة 11 مارس 2022 طالبا منكم: 1- تبليغها عاجلا إلى جميع خطباء المساجد؛ 2- حثهم على وجوب التقيد بها وعدم التصرف فيها؛ يتعين على السادة المندوبين الجهويين التأكد من توصل جميع السادة المندوبين بهذه المذكرة وبنص الخطبة والسلام". وهذا نص الخطبة، كما توصلت به "هوية بريس": اعتماد ثلاث خطب موحدة على صعيد المغرب كاملا، في مدة شهر واحد، جعلت بعض الخطباء يتساءلون: هل المغرب مقدم على اعتماد الخطب الموحدة؟ وفي هذا الصدد حذر بعض المتابعين للشأن الديني من الإقدام على هذه الخطوة، على اعتبار أن توظيف المنبر سياسيا لم يعد مطروحا في المغرب. كما أن جعل القيم الديني مجرد قارئ للخطب، مثل مقدمي الأخبار، ينقص من قيمة الخطيب، ويضعف مؤهلاته، وسينتج عنه إسفاف بمكانة الخطيب وبوظيفة المنبر والخطبة. ولن نكون مع هذا الإجراء في حاجة إلى خطباء أكفاء، قادرين على إعداد خطبة جيدة وقوية، تكون نافعة لجماعة المسجد، وتكون من خطيب كتبها بيده وألقاها بجوارحه، حتى تكون أبلغ في الوصول إلى القلوب ومؤثرة في المتلقين. لقد عانى المغاربة منذ مجيء الوزير أحمد التوفيق من حرمانهم من أفضل الخطباء على الصعيد الوطني، والذين سلط عليهم سيف التوقيف، فهل سيكون اعتماد الخطبة الموحدة آخر الإجراءات في تزهيد المغاربة من خطبة الجمعة ومن المسجد، خصوصا بعد توقيف كل الأنشطة الوعظية والدروس العلمية في كل المساجد؟ إلزام ثالث ب"خطبة موحدة".. هل يسعى التوفيق إلى توحيد شامل لخطبة الجمعة؟