اضطر أحد الإعلاميين في قنوات الرياضة القطرية إلى انتقاد الفريق الألماني على هامش منع الدولة المستضيفة إدخال الشارات القزحية اللون الداعمة للمثليين، وذلك عندما قال: "ليس من عادتنا الشماتة.. لكنهم حاربوا العرب في حقهم الشرعي في استضافة كأس العالم.. تركوا كرة القدم وذهبوا يتخبطون في البحث عن أي مدخل لانتقاد مونديال قطر". والحقيقة أن موقف الألمان وغيرهم المعبر عنه بتكميم أفواههم بأيديهم عند التقاط الصور قبل المباراة، لا يمت للقانون ولا للحضارة بأية صلة. ففي قرار لرئيس الهيئة العامة للجمارك رقم (5) لسنة 2022 بشأن الإجراءات الجمركية الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، جرى تنظيم كل البضائع والمواد التي سترد إلى دولة قطر بشكل يضمن الانسيابية مع إيقاف الرسوم الجمركية في إطار نظام القبول المؤقت، حيث نصت النقطة 9 للمادة الثانية من هذا القرار على أنه: "فيما عدا الأصناف المدرجة بجدول السلع المستهلكة المرفق، يتعين تسوية أوضاع كافة بيانات الاستيراد للكيانات المعتمدة خلال مدة (6) أشهر تبدأ من تاريخ المباراة الختامية لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، ويجوز تمديدها لأسباب مبررة بموافقة رئيس الهيئة، وبموجب طلب معتمد من اللجنة العليا للمشاريع والإرث". أما النقطة 12 من المادة الثانية نفسها فتقول: "في حالة ارتكاب أي من الكيانات المعتمدة أو المفوضين من قبلهم لجرائم تهريب جمركي أو أي جريمة من شأنها أن تخل بمصلحة البلاد الاقتصادية والاجتماعية أو تهدد أمنها العام، يُحرر بشأنها محضر ضبط جمركي، ويطبق بشأنها الأحكام الواردة بقانون الجمارك المشار إليه ولائحته التنفيذية، كما لا تطبق الإعفاءات التي تضمنها الضمان الحكومي رقم (3) لسنة 2010 في مثل هذه الحالات، مع حذف اسم الكيان أو المفوض من قائمة الكيانات المعتمدة وإيقاف كافة التسهيلات الممنوحة له". من جهتها أشارت النقطة 4 من المادة الرابعة من ذات القرار إلى أنه: "يسمح بالإفراج عن البضائع الواردة بصحبة المسافرين المفوضين، والأمتعة الشخصية باستثناء البضائع الممنوعة، أما بالنسبة للبضائع المقيدة فيتم الإفراج عنها بعد موافقة الجهات الحكومية المختصة". ولما كان قانون الجمارك للدولة يضم بنودا متعارف عليها دوليا بمباركة المنظمة العالمية للجمارك، ومنها بنود المنع والعقاب على استيراد وحيازة البضائع والمواد الممنوعة، فإن المجادلة في قيوده بحجة الرقي بالحرية وحقوق الانسان لا يستقيم مع واقع التشريع المستمد من الفطرة، بقدر ما يستجيب لانحطاط قيم هؤلاء واستحواذ الشيطان عليهم مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾. وقد شهد من أهلهم السياسي الألماني جيرهارد بابيه -في تغريدة له عبر تويتر- عندما قال: "لم تكن الخسارة أمام اليابان والخروج من الدور التمهيدي محرجة للغاية، بينما كان الإحراج الرئيسي هو أن المنتخب الألماني رفقة وزيرة الداخلية تحولوا إلى مجموعة سخيفة من النشطاء. الآن الجميع يضحكون على الفريق".