هوية بريس – متابعات خرج آلاف التونسيين عشية اليوم السبت 15 أكتوبر 2022، إلى الشارع العام، للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، مطالبين برحيل الرئيس قيس سعيد، بسبب فشله في تسيير البلاد والتصدي لأزمة نقص الوقود والغذاء، وفق تعبير المحتجين. أوضاع تونس إلى الحضيض "تونس تنزف، أوضاعنا في الحضيض، لا حليب لا سكر لا بنزين..إنه ديكتاتور فاشل أعادنا سنوات طويلة للوراء، لكن انتهت اللعبة" هكذا عبرت إحدى المتظاهرات عن غضبها من الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس في تصريح نقلته قناة "فرانس برس". وأوردت القناة في مقال تحت عنوان "تونس: قوى سياسية معارضة تتظاهر ضد غلاء المعيشة ولمقاطعة الانتخابات التشريعية"، (أوردت) بأن الآلاف من أنصار قوى سياسية معارضة، نظموا السبت مسيرة احتجاجية حاشدة ضد الرئيس قيس سعيّد، في ظل استمرار أزمة اقتصادية حادة تعيشها تونس، وذلك تنديدا بقراراته الرامية إلى تعزيز سلطته السياسية والفشل في التصدي لأزمة نقص الوقود والغذاء". وفي وقت يعاني التونسيون من أجل توفير تكاليف المعيشة، بعدما انعكست الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، على قطاع المواد الغذائية، بما في ذلك السلع المدعومة كالسكر، الحليب، الشاي، متسببة في ارتفاع صاروخي في أسعارها ونقص حاد في الأسواق، جاءت أزمة الوقود الخانقة لتكون النقطة التي أفاضت الكأس وأججت غضب المواطنين. قيس سعيد يخوّن المحتجين وسعيا منه لتبرير ما آلت إليه الأوضاع، تضيف القناة، قال سعيّد الذي يحكم بمرسوم بعد تعليق عمل البرلمان العام الماضي وتوسيع صلاحياته بدستور جديد تم إقراره في استفتاء أُجري في يوليوز الماضي، إن الإجراءات ضرورية لإنقاذ تونس من أزمات مستمرة لسنوات. وفي خطاب ألقاه السبت لإحياء ذكرى جلاء آخر جنود الاستعمار الفرنسي عام 1956، قال سعيّد: "اليوم سيحصل جلاء جديد في تونس حتى تتخلص من كل من يريد أن يضرب استقلالها أو يتعامل مع الخارج أو من يكون عميلا خائنا"- في إشارة إلى خصومه السياسيين. وتأتي هذه المظاهرة التي أطلقوا عليها اسم "يوم الحسم الديمقراطي"، وفق ما نقلته قناة الجزيرة القطرية، "في سياق تحركات احتجاجية أقرّتها جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس تنديدا بتردّي الوضع في البلاد، ورفضا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 17 دجنبر المقبل، ودفاعا عن استقلال القضاء. وحسب الجزيرة، خرج الآلاف من أنصار "جبهة الخلاص الوطني" بمشاركة أحزاب حركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس ومبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" في مظاهرات شارع الحبيب بورقيبة، بينما تظاهر أنصار الحزب الدستوري الحر أمام مقر وزارة التجارة رفضا لما وصفوه بسياسة التجويع والتفقير، وفي المقابل تعهد الرئيس قيس سعيّد بإنقاذ الدولة من "العابثين". وقد استنكرت الجبهة يضيف المصدر ذاته، ما سمته "تضييقات سلطة الانقلاب لمنع المواطنين من المشاركة في المظاهرة الاحتجاجية"، معلنة عزمها مقاضاة وزير الداخلية وكل من يثبت تورطه في تعطيل حق التظاهر. غضب التونسيين ونقلت القناة عن رئيس "جبهة الخلاص الوطني" في تونس، أحمد نجيب الشابي، قوله إن الجبهة تهدف إلى إيقاف ما سماه الانقلاب، والعودة إلى الشرعية الدستورية، مشيرا إلى أن تونس "تعيش حالة من الغليان، نتيجة تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأن حالة الغضب في البلاد بلغت مداها، على حد قوله". واتهمت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، وزير الداخلية توفيق شرف الدين باستعمال المؤسسة الأمنية لمنع أنصار الحزب من التوجّه إلى العاصمة للمشاركة في المظاهرة، مشددة على أن الحزب مصرّ على تنفيذ تحركاته مهما كانت العراقيل ومهما كان الاستقواء بالقوى الأمنية لقمع الحزب ومنعه من التعبير عن موقفه، وفق تعبيرها". بدورها، أدانت حركة "النهضة" التونسية ما وصفتها بسياسة التعتيم المتعمّد على حقيقة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية المتدهورة في البلاد. وحذرت الحركة، في بيان، من مخاطر الاستمرار في تلك السياسة، في ظل واقع اقتصادي متدهور واحتقان اجتماعي ينذر بالانفجار؛ بسبب فقدان بعض المواد الأساسية وندرتها، وغلاء الأسعار، وسؤ إدارة مفاصل الدولة. وقالت قناة الغد إن أجهزة الأمن التونسية أغلقت محيط وزارة الداخلية ومنعت حركة المرور قبيل مظاهرات مرتقبة اليوم". مواجهات بين المحتجين والشرطة "شبابنا كلاه البحر وقيس راقد في القصر"، من بين الشعارات التي حملها المتظاهرون إلى جانب الشعارات التي تطلب برحيل الرئيس، للتنديد بفاجعة غرق شباب مدينة جرجيس جنوبي تونس في رحلة هجرة غير نظامية، وحسب لقطات نقلها مراسل "العربي"، فقد ردد بالمسيرة شعار "تعيش جرجيس، يسقط الرئيس"، وظهرت لافتة كتب عليها "شبابنا كلاه البحر، وقيس راقد في القصر". هذا وتأتي هذه الاحتجاجات، غداة صدامات بين عناصر الشرطة التونسية ومواطنين احتجوا على وفاة شاب أصيب خلال مطاردة أمنية.