كتب الصحافي المغربي محمد البقالي "تحكي مصادر دبلوماسية مطلعة أنه عندما كانت الجزيرة تبث من المغرب النشرة المغاربية مابين 2007 و 2010، اتصل الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي بالملك محمد السادس محتجا بشأن استضافة النشرة التي تبث من المغرب معارضين لنظامه". وأضاف صحافي الجزيرة في تدوينة له على حسابه في فيسبوك "وكان المقصود المنصف المرزوقي الذي سيصبح رئيسا لتونس بعد ثلاث سنين من هذا الواقعة، وحمة الهمامي ونجيب الشابي وغيرهم من وجوه المعارضة التي كان عادة ما يكون في مواجهتها برهان بسيس ممثلا لصوت النظام". وتابع البقالي "وفي لحظة ما لمح بن علي في لحظة ما إلى أن تونس يمكن أن تفتح مكتبا لجبهة البوليساريو ردا على استضافة الجزيرة للمعارضة التونسية. يحكي المصدر ذاته أن الملك محمد السادس قطع الخط في وجه بن علي"، مردفا "على كل حال لم يحاول بن علي تنفيذ وعيده، وعادت علاقات المغرب وتونس إلى سابق دفئها. وعندما وقعت الثورة يتذكر التونسيون جيدا إقامة الملك محمد السادس بين ظهرانيهم لاسبوعين في إشارة ود لا تخفى". وأوضح البقالي في تدوينته، أن "تونس تاريخيا اختارت دبلوماسية متوازنة وهادئة. نأت فيها بنفسها عن سياسة المحاور وتجنبت الانخراط في الصراعات التي لا ترى نفسها معنية بها"، مضيفا "لم تتغير هذه السياسة على عهد بورقيبة الذي يعتبر مؤسس الدولة الوطنية بما له وبما عليه، ولا عندما غرقت في الاستبداد على عهد بن علي ولا خلال عشر سنين من الثورة، ونتيجة لذلك حفظت مكانتها دولة هادئة مسالمة لا يكاد يوجد لها أعداء على المستوى الإقليمي أو الدولي". في قضية الصحراء، حسب البقالي "لم تخرج تونس عن هذا التوجه. وموقفها في ذلك كان مفهوما ومتفهما من قبل الجميع. فمن جهة لا مصلحة في إغضاب الجزائر جارتها الكبرى التي تساهم في تأمين حدودها، ويأتيها منها من السياح ما يفوق المليون سنويا، وتشترك معها في مئات الكيلومترات من الحدود الجبلية العصية على التأمين في سياق سياسي وأمني متوتر"، مردفا "وهي من جانب آخر لا مصلحة لها في إغضاب المغرب وهو بلد شقيق لا خصومة معه تاريخيا". وتابع الباقلي "هكذا تعاملت تونس مع التوتر المغربي الجزائري بمنطق: شقيقان تخاصما فلا أصب الزيت على نار خصامها"، مضيفا، لكن "للأسف الرئيس التونسي يريد أن يجر البلد إلى سياسة المحاور ضدا على نهج دبلوماسي ارتبط تاريخيا بالدولة الوطنية، بل وضد مصلحة البلد نفسها".