هوية بريس- متابعة رأى حقوقيون فلسطينيون في قطاع غزة أنه لا يحق للولايات المتحدةالأمريكية أن تنتقد أي ممارسات تتعلق بحقوق الإنسان، خاصة وأنها من أكثر الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم. وقال الحقوقيون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء صينية إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكثر دولة مارست جرائم ضد الإنسانية في الشرق الأوسط، سواء كان من خلال استعمارها لدول عربية أو فرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية على تلك الدول، أو حتى من خلال تدخلها السافر في منعها من تحقيق مصيرها. وأوضح الحقوقيون أن الشعب الفلسطيني هو مثال حي على انتهاكات أمريكا لحقوق الإنسان، معتبرين أنه بسبب واشنطن ما زال الفلسطينيون يعانون من ويلات الاحتلال والاستعمار منذ ما يزيد عن سبعة عقود بسبب دعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة للوجود الإسرائيلي وقيام دولة الاحتلال فوق الأراضي الفلسطينية. وجاءت تصريحات الحقوقيين الفلسطينيين تعقيبا على إصدار الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان يوم الثلاثاء الماضي تقريرا بعنوان "الولاياتالمتحدة ترتكب جرائم انتهاك خطيرة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخارجه" يتناول الانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان في العالم. واتهم مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني، الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها توفر الحماية القانونية لإسرائيل التي تتغول في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في فلسطين. وقال الصوراني لذات الوكالة "هناك مؤامرة صمت أمريكية على كل جرائم الحرب التي تمارسها إسرائيل، ناهيك عن منحها حصانة قانونية وسياسية"، معتبرا أن مثل هذه التصرفات غير الإنسانية هي "وصمة عار" على جبين الإدارة الأمريكية. وأوضح قائلا "مما لا شك فيه بأن أمريكا توفر الحماية القانونية والسياسية لإسرائيل لأنها متورطة في جرائم حرب ضد الإنسانية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، والتي تم توثيقها رسميا في تقارير لحقوق الإنسان". واعتبر الصوراني أنه "من المهم أن يتم تقديم كل مجرمي الحرب، بمن في أمريكا وإسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية". من جانبه، أشاد صلاح عبد العاطي، وهو حقوقي من مدينة غزة، بإصدار الجمعية الصينية لتقرير يرصد انتهاكات الولاياتالمتحدة التي لم تُظهر أي احترام لتنوع الحضارات. وقال عبد العاطي "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت معادية للحضارات الإنسانية، ودمرت التراث التاريخي والثقافي للشرق الأوسط، وسجنت وعذبت البشر بتهور، وانتهكت حقوق الإنسان الأساسية للناس في الشرق الأوسط وأماكن أخرى بشكل خطير". وأردف قائلا "على مدار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، اتخذت أمريكا موقفا منحازا للاحتلال الإسرائيلي ليس فقط من خلال تقديم دعمها السياسي له ولكن أيضا بدعمه اقتصاديا ومده بشتى أنواع الأسلحة المتطورة والتي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين بدم بارد". وأضاف عبد العاطي "وعندما يتوجه الفلسطينيون إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن للحصول على قرار أممي يجبر إسرائيل على التوقف عن ارتكاب مجازرها تقطع أمريكا الطريق أمام قرار أممي قد يدين إسرائيل من خلال استخدامها حق النقض الفيتو بذريعة أن إسرائيل تمارس حقها بالدفاع عن النفس". ورأى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تريدان تثبيت قانون الغاب على مدار 74 عاما ضد الفلسطينيين، وذلك من خلال سماح واشنطن لإسرائيل بممارسة جرائم حرب وقتل الفلسطينيين وتهويد القدس وفرض الحصار والعدوان على المدنيين دون أي تدخل منها، معتبرا أنها "السبب الأساسي لمعاناة الفلسطينيين المستمرة حتى الآن". كما اعتبر عبد العاطي أن ذلك ليس غريبا على الولاياتالمتحدة، خاصة وأنها قامت على أنقاض شعب كامل وهم الهنود الحمر، ودمرت افغانستان والعراق، مشيرا إلى أنها أقل دولة وقعت الاتفاقيات الدولية. ومنذ ذلك الوقت يتعامل الرؤساء الأمريكيون، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، مع العالم وفق منطق الإدارة الاقتصادية دون أن تتوانى عن نشر ونقل الأمراض والتدمير في سبيل تحقيق مطامعها الاقتصادية والاستعمارية، وفق عبد العاطي. (المصدر: قناة CGTN الصينية)