نعيش ظرفية هي الأقسى والأسوأ .. والانقسام أساء لنا أمام الرأي يؤمن الناشط الحقوقي الفلسطيني راجي الصوراني، أنه لا يوجد تعارض بين الكفاح المسلح ضد المحتل وحقوق الإنسان، على اعتبار أن الدفاع عن النفس والأرض حق من الحقوق المشروعة، أو كما يقال عند الفرنسيين أنه واجب. «بيان اليوم» التقت الناشط الحقوقي وأجرت معه حوارا مقتضبا، باح فيه ببعض الأشياء التي تخالجه، لكنه تأسف للوضع الراهن لفلسطين، حيث تعيش انقساما داخليا بين صفوفها، والذي يرى راجي أنه أساء كثيرا لصورة الفلسطنيين. راجي الذي سبق له أن ذاق مرارة السجون الإسرائيلية بسبب دفاعه المستميت عن حقوق الشعب الفلسطيني، يؤكد أن فلسطين تعيش أحلك الليالي منذ النكبة في ظل مؤامرة الصمت التي تتواطأ فيها أوروبا وأمريكا. لو يمكن أن تضعنا في الصورة بخصوص الوضع الفلسطيني الراهن؟ نعيش ظرفية هي الأقسى والأسوأ منذ النكبة إلى الآن، وبالذات على أجندة حقوق الإنسان. وما تمارسه إسرائيل من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هو في ذروته، وخاصة مع ما توفره الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا من حصانة سياسية ودبلوماسية ومؤامرة الصمت. هل تعتقد أن الربيع العربي غطى نسبيا عما يحدث بفلسطين، حيث أصبح الكل منشغلا بمطالبه، وهناك عدة بؤر توتر وصراع أخرى غير الأرض المحتلة؟ بتقديري هناك أسباب موضوعية تتعلق بنا نحن كفلسطنيين، وتحديدا هناك موضوع الانقسام الفلسطيني الحادث، والذي أساء كثيرا للفلسطنيين وصورتهم أمام الرأي العام، هذا بالإضافة إلى أن مؤسسات الحكم في السلطة أو منظمة التحرير بحاجة إلى تنشيط، والأمر الثالث هو أن هناك عوامل خارجية تدفع في تجاه مأسسة هذا الانقسام وبقائه. تبدو لي من حديثك متفائلا، هل بالفعل الجمل ما زال قادما كما قلت؟ تشخيص الواقع بأنه سيء ودموي، وأن إسرائيل تمارس انتهاكات من الوريد إلى الوريد، وأننا في الوضع الأسوأ منذ 65 عاما، لا يعني أني أدعو للإحباط ولا لليأس، بالعكس .. أدعو لتشخيص الواقع لأنه هو الذي يدفعنا إلى تنشيط الهمم ونكون على قناعة أن الأجمل لم يأت بعد، ولنناضل من الأجمل. ماذا عن الكفاح المسلح وعلاقته بحقوق الإنسان؟ ألا يوجد أي تناقض بينهما؟ طبعا. بالتأكيد .. بالتأكيد، لا يوجد تناقض أو تعارض على الإطلاق بين المقاومة وحقوق الإنسان. بالعكس هي حالة تكاملية، وحقوق الإنسان تعطي البعد الرابع في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعطي حالة التفوق الإنساني والأخلاقي. كلمة أخيرة عن علاقة الشعب الفلسطيني بالثقافة؟ أنا لست عنصريا، لكني فخور بفلسطينيتي وانتمائي لفلسطين وانتمائي لشعب بهذا الإصرار والعناد والتحدي والتثقيف والتعلم، ويكفينا فخرا أنه في قطاع غزة 11 جامعة.