يقول الخبراء في المناخ والبيئة إن الحرائق التي ضربت المغرب وتونس وتركيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلدانا أخرى والتهمت مساحات واسعة من الغابات ترجع إلى التغير المناخي بسبب مسؤولية الإنسان. في بريطانيا سجلت الحرارة ارتفاعا إلى 40 درجة لأول مرة في تاريخها؛ والحرارة التي ضربت عددا من دول أوروبا يقال انها غير مسبوقة. ويتوقع الخبراء في الأممالمتحدة أن تكون السنوات المقبلة أكثر حرارة؛ بل يقولون إن هذا الصيف هو آخر صيف "بارد" تعيشه البشرية. وفي عدد من البلدان الأوروبية تتسبب الحرارة في قتل المئات. كل هذا بسبب الرأسمالية المتوحشة والتصنيع الأعمى الذي سيصبح قريبا العدو الرئيسي للإنسان؛ لأن التصنيع بدأ من أجل تيسير الحياة له؛ لكنه يتحول اليوم إلى أخطر عامل يجعل حياته أكثر صعوبة فوق الأرض. وبسبب هذا ظهرت قبل أكثر من عقد ايديولوجيا جديدة هي الدفاع على البيئة؛ الايكولوجيا؛ تطالب بالتعامل الإنساني مع الطبيعة وترفض الرأسمالية المتوحشة؛ ومع تزايد هذه المخاطر ليس بعيدا أن تطالب بالعودة إلى الطبيعة ورفض التمدن والتصنيع؛ إذا أصبح التصنيع يتسبب أكثر في الموت والأمراض الغريبة والتقلبات المناخية التي تؤدي إلى الفيضانات وموجات التسونامي. المفهوم الغربي للتقدم والتحديث وصل إلى نهايته. لقد أعطى أقصى ما يمكن أن يعطيه للبشرية مشكورا خلال القرنين الماضيين ولكنه اليوم بدأ يشيخ. واليوم لم يعد خطر الغرب فقط على البلدان المتخلفة وسببا في احتلالها؛ بل أصبح خطرا على البشرية كلها وعلى نفسه؛ لقد احتل الأرض كلها وليس فقط بلدانا معينة. إنه احتلال كوني من طرف الرأسمالية الغربية يتطلب مقاومة كونية. هذا هو الإرهاب البيئي الذي يدمر الجنس البشري كله. لقد أصبح النموذج الغربي في التحديث يقتل.