هوية بريس- نور الهدى القروبي لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية. نحاول، في هذا الركن "حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي"، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين. نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم. فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير. وفاة سيف الله المسلول خالد بن الوليد في 18 من رمضان عام 21ه، الموافق 20 غشت 642 م، تُوُفيَ سيف الله المسلول، خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي، وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أكبر قبائل قريش، فهي القبيلة صاحبة الشرف العظيم والمكانة الكبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وبينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة. كان خالد – كغيره من أبناء "قريش" – معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين. لكنه لم يحارب في غزوة بدر لأنه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الأولى بين المسلمين ومشركي قريش. وأسلم خالد حينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في العام السابع الهجري، وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية، حيث أرسل الرسول إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: «ما مثل خالد يجهل الإسلام….» أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام إدراكاً لما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه إلى ذلك. وبينما هما في طريقهما إلى يثرب، التقيا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 ه معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها". ويعد خالد بن الوليد أفضل القادة العسكريين في تاريخ البشرية، وصاحب العديد من الفتوحات والانتصارات على أعتى إمبراطوريتين في ذلك الوقت: "الفُرس" و "الروم"، وقد قضى حياته كلها بين كرٍّ وفرٍّ وجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين، وهو أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يُهزموا في معركة طوال حياتهم، ولم يُهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم، بالإضافة إلى حروب الرِّدة والعديد من القبائل العربية الأخرى. تُوُفِّيَ خالد بن الوليد بمدينة حمص (سوريا) وعمره 50 سنة.. وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارَّة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت؛ فلطالما واجه الموت بحدِّ سيفه في المعارك، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة؛ فقد عزَّ عليه أن يموت على فراشه، وقد جاءت كلماته الأخيرة تُعَبِّر عن ذلك الحزن والأسى في تأثُّر شديد: (لقد حضرتُ كذا وكذا زحفًا وما في جسدي موضع شبرٍ إلَّا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء). أحداث أخرى وقعت في 18 رمضان 40ه مبايعة الحسن بن علي رضي الله عنهما بالخلافة بعد مقتل أبيه 484ه. استطاع القائد (يوسف بن تاشفين) أن يجمع شمل المسلمين في الأندلس، ويقضي على التفرقة بين ملوك الطوائف هناك. 539ه، نهاية دولة المرابطين في المغرب العربي، وقيام دولة الموحّدين. 227 ه وفاة الخليفة العباسي الشهير "المعتصم أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي" وله من العمر 47 سنة. 1365 ه اندلعت أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في مدينة كالكوتا الهندية وامتدادها إلى عدد من المدن الأخرى، واستمرت الاشتباكات 3 أيام، أسفرت عن سقوط 7 آلاف قتيل. 1390ه وزير الدفاع السوري حافظ الأسد يقود انقلابا عسكريا، عرف باسم الحركة التصحيحية. 1411ه الجيش العراقي يهاجم المناطق الكردية المتمردة وهروب جماعي للأكراد إلى الجبال وإلى الدول المجاورة (إيران، تركيا) خوفا من الإبادة الجماعية من قبل الجيش العراقي، حيث فر أكثر من مليونين ونصف المليون من المواطنين، والجيش العراقي يسيطر على المدن الكبيرة مرة أخرى. 1426ه آلاف المسلمين المصريين يتظاهرون بعد صلاة الجمعة قرب كنيسة مار جرجس بالإسكندرية، احتجاجًا على إقامة عرض مسرحي داخل الكنيسة يسيء للدين الإسلامي، وكان ألوف المسلمين قد طالبوا الكنيسة باعتذار، وردَّ المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس بأن المسرحية لم يكن بها أي شيء يسيء للإسلام.