هل الصيام مفيد للبنكرياس؟ وما وظائف البنكرياس؟ وهل يمكن أن يعمل البنكرياس بعد توقفه؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير. هل الصيام مفيد للبنكرياس؟ الجواب مبدئيا -وبشكل عام- نعم، فوفقًا لدراسة نشرت في 2017 في مجلة "سل" (Cell) ونقلها موقع "بي بي سي" (BBC)، وجد باحثون أميركيون أن البنكرياس يمكن أن يحفز على تجديد نفسه من خلال نوع من الصيام. وقالت الدراسة إن النظام الغذائي يعيد تنشيط الجسم. وقال الخبراء إن النتائج "يحتمل أن تكون مثيرة للغاية" لأنها يمكن أن تصبح علاجا جديدا للسكري. مع ذلك ينصح الناس بعدم تجربة ذلك من دون استشارة طبية. وفي التجارب، تم وضع الفئران على شكل معدل من "النظام الغذائي المحاكي للصيام". وتبين أن النظام الغذائي يجدد نوعا خاصا من الخلايا في البنكرياس يسمى خلايا "بيتا" (Beta). تنشيط خلايا بيتا المفرزة للإنسولين هذه هي الخلايا التي تكتشف السكر في الدم وتطلق هرمون الأنسولين إذا ارتفع بشكل كبير. وقال الدكتور فالتر لونغو، من جامعة جنوب كاليفورنيا، إنهم استنتجوا أنه من خلال دفع الفئران إلى حالة حادة ثم إعادتها للوضع المعتاد -عن طريق تجويعها ثم إطعامها مرة أخرى- يتم تحفيز الخلايا في البنكرياس، في نوع من إعادة البرمجة التي تعيد بناء جزء العضو الذي لم يعد يعمل. وأضاف لونغو "من الناحية الطبية من المحتمل أن تكون هذه النتائج مهمة للغاية لأننا أظهرنا -على الأقل في نماذج الفئران- أنه يمكنك استخدام النظام الغذائي لعكس أعراض مرض السكري". وتابع "علميا ربما تكون النتائج أكثر أهمية لأننا أظهرنا أنه يمكنك استخدام النظام الغذائي لإعادة برمجة الخلايا دون الحاجة إلى إجراء أي تغييرات جينية". ومع ذلك، قال الدكتور لونغو إن على الناس عدم التسرع في اتباع نظام غذائي. وصرح للبي بي سي "الأمر يتلخص في عدم تجربة ذلك في المنزل، فهذا أكثر تعقيدا بكثير مما يدركه الناس". وأوضح أن الفرد قد "يتورط في مشاكل" لصحته إذا تم ذلك دون توجيه طبي. ما يمكن أن نختم به حول الصيام والبنكرياس: الصيام عموما مفيد للبنكرياس للشخص غير المريض. إذا كنت مصابا بالسكري، استشر طبيبك أولا قبل الصيام. وقد يلائمك وقد لا يلائمك. هل يمكن أن يعمل البنكرياس بعد توقفه؟ نحن نتكلم هنا تحديدا عن استعادة البنكرياس قدرته على إنتاج هرمون الأنسولين من خلايا بيتا. بشكل عام، ووفق المعطيات المتوفرة، إذا تم تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، فإنه لا توجد طريقة لإعادة تكوينها. وهذا ما يحدث في مرض السكري من النوع الأول، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا ويدمرها. ولذلك فإن المرض مزمن، والمريض يحتاج أن يحصل على هرمون الأنسولين طيلة حياته. مع ذلك، هناك دراسات حول إعادة تحفيز خلايا بيتا أو تنشيطها. ولكن كل ذلك في طور البحث. إذا عرض عليك علاج أو مكمل غذائي يزعم أنه يعيد البنكرياس للعمل، فتجاهله لأنه كلام غير صحيح. ما البنكرياس؟ البنكرياس يوجد خلف المعدة وأمام العمود الفقري. تحيط المرارة والكبد والطحال بالبنكرياس. وهو جزء من جهازك الهضمي. والبنكرياس هو عضو وغدة. والغدد هي أعضاء تنتج وتطلق المواد في الجسم، وفقا "لكليفلاند كلينيك" (clevelandclinic). ما وظائف البنكرياس؟ يؤدي البنكرياس وظيفتين رئيسيتين: أولا، وظيفة الإفرازات الخارجية: حيث ينتج أنزيمات تساعد على الهضم. ثانيا، وظيفة الغدد الصماء: حيث يفرز هرمونات تتحكم في كمية السكر في مجرى الدم. الأنزيمات التي ينتجها البنكرياس – الليباز: يعمل مع الصفراء (سائل ينتجه الكبد) لتفكيك الدهون. – الأميليز: يكسر الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. – البروتياز: يكسر البروتينات. الهرمونات التي ينتجها البنكرياس – الإنسولين: وهو هرمون يساعد الجسم على استخدام الغلوكوز للحصول على الطاقة، ويتم إنتاجه من قبل خلايا بيتا في البنكرياس. ويدخل الإنسولين السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا. – الغلوكاغون: هو هرمون تفرزه خلايا ألفا في البنكرياس، وهو يعمل بشكل معاكس للإنسولين ويرفع سكر الدم. كيف يؤثر البنكرياس على نسبة السكر في الدم؟ عبر إفراز هرموني الأنسولين والغلوكاغون يتحكم البنكرياس بنسبة السكر في الدم. هل يمكن للإنسان أن يعيش من دون بنكرياس؟ نعم يمكنك العيش من دون البنكرياس. ومع ذلك سوف تحتاج إلى تناول حبوب الإنزيم لهضم الطعام وحقن الأنسولين للتحكم في نسبة السكر في الدم لبقية حياتك. وعلى الرغم من ندرة استئصال البنكرياس، فإن الجراحين قد يقومون بإزالة البنكرياس بالكامل إذا كان الشخص مصابا بسرطان البنكرياس أو إصابة خطيرة بالبنكرياس أو التهاب البنكرياس الشديد. حجم البنكرياس يبلغ طول البنكرياس حوالي 6 بوصات (حوالي 15 سنتيمترا). نصائح للحفاظ على البنكرياس يمكنك المساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض البنكرياس من خلال: الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد التمرين المنتظم وتجنب زيادة الوزن في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وحصى المرارة التي يمكن أن تسبب التهاب البنكرياس. اتباع نظام غذائي قليل الدسم يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الدهون إلى حصوات في المرارة، مما قد يؤدي إلى التهاب البنكرياس. زيادة الوزن هي أيضا عامل خطر للإصابة بسرطان البنكرياس. ابتعد عن الخمر يمكن أن يزيد شرب الكحوليات من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس وسرطان البنكرياس. الإقلاع عن التدخين يمكن أن يؤدي استخدام التبغ جنبا إلى جنب مع تدخين السيجار ومنتجات التبغ الذي لا يدخن، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والتهاب البنكرياس المزمن. البنكرياس وأمراضه – داء السكري من النوع الأول: يحدث داء السكري من النوع الأول عندما لا ينتج البنكرياس الأنسولين. – داء السكري من النوع الثاني: يحدث داء السكري من النوع الثاني عندما يصنع جسمك الأنسولين لكنه لا يستخدمه بشكل صحيح. – ارتفاع السكر في الدم: يحدث ارتفاع السكر في الدم عندما ينتج جسمك الكثير من الغلوكاغون. هذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. – نقص السكر في الدم: يحدث نقص السكر في الدم عندما ينتج جسمك الكثير من الأنسولين فيتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم. – التهاب البنكرياس: يحدث التهاب البنكرياس عندما تبدأ الإنزيمات في العمل في البنكرياس قبل أن تصل إلى الاثني عشر. قد ينتج عن حصوات المرارة أو الإفراط في تناول الكحوليات. يمكن أن يكون التهاب البنكرياس مؤقتا أو طويل الأمد (مزمنا). – سرطان البنكرياس: الخلايا السرطانية في البنكرياس تسبب سرطان البنكرياس. قد يكون من الصعب اكتشاف سرطان البنكرياس وعلاجه. صيام مريض السكري تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر إن أغلب مرضى السكري الملتزمين بالعلاج يتحملون الصيام بلا مضاعفات، ولكن يجب توضيح كيفية استخدام مصابي مرض السكري بأنواعه للأدوية التي يجب أن يأخذونها في شهر رمضان، إذ إن الأوقات تختلف عن الأيام العادية في غير شهر رمضان. ويجب على مصاب السكري استشارة طبيبه الخاص قبل الصيام، فهناك حالات من مرضى السكري يمكنهم الصيام بأمان عند اتباع إرشادات معينة، وهناك حالات يجب عليهم عدم الصيام، وذلك خوفا من حدوث مضاعفات صحية خطيرة. صيام مريض السكري من النوع الأول بالنسبة لمصاب السكري من النوع الأول، فهذا يعتمد فيه المريض على تناول حقن الأنسولين، ويحتاج إلى تناول الغذاء بعد أخذ الجرعة مباشرة، فإذا لم يأخذها المريض ينقص السكر بالدم، وربما يؤدي إلى غيبوبة نقص السكر، ومن أعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب. وفي هذا النوع من مرض السكري لا ينصح بالصيام، ولكن إذا أصر المريض على الصيام يجب أن يكون مستوى السكري بالدم منتظما، ولا يعاني نقصا في معدل مستوى السكري على الأقل شهرين قبل رمضان. صيام مريض السكري من النوع الثاني أما مصاب السكري من النوع الثاني، فيجب الاعتماد على أخذ أقراص السكري عن طريق الفم، ومعظم هؤلاء يفيدهم الصيام، ولكن يتوجب عليهم تنظيم الوجبات في الإفطار والسحور. حالات للسكري لا يسمح فيها بالصيام هناك حالات لا يسمح فيها بالصيام مطلقا للخطر الشديد على حياة مصاب السكري، وهي أن يكون مستوى السكري بالدم متأرجحا وغير منتظم، وكذلك المرضى المعالجون بمضخة الأنسولين، وأيضا مصاب السكري الذي يعاني من مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى. المصدر: الجزيرة.