عبد الإله بنزاكور رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء تقع غدة البنكرياس خلف المعدة وأمام العمود الفقري، وتفرز عصارات تساعد على تفكيك الطعام وهضمه، كما تفرز هرمونا يساعد على ضبط مستويات سكر الدم، ويمكن أن تسبب مشاكل البنكرياس الكثير من المشاكل الصحية، ومن هذه المشاكل: التهاب البنكرياس، سرطان البنكرياس والتليف الكيسي. ويلعب البنكرياس دورا في داء السكري أيضا، وفي هذه الحالة تتوقَف الخلايا في البنكرياس عن إفراز الأنسولين بسبب مهاجمتها من قبل جهاز المناعة الذاتية في الجسم أثناء الإصابة بالنمط 1 من داء السكري، أما في النمط 2 من داء السكري، فإن البنكرياس يفقد القدرة على إفراز كميات من الأنسولين تتناسب مع الطّعام الذي يتناوله الإنسان. الأسباب إن أكثر أسباب التهاب البنكرياس الحاد انتشارا هي الحصيات الصفراوية وشرب الكحول، كما يمكن أن ينجم هذا المرض عن أسباب أخرى مثل: استخدام بعض الأدوية، أو عن إصابة البطن برضوض، أو إجراء عملية جراحية في منطقة البطن، أو عن شذوذات في البنكرياس أو الأمعاء. وفي حالات نادرة، يمكن أن ينجم التهاب البنكرياس الحاد عن العدوى، كما في حالة التهاب الغدة النكفية الذي يسمى النكاف. ويبدأ التهاب البنكرياس الحاد عادة بألم في القسم العلوي للبطن يستمر لعدة أيام، وغالبا ما يكون هذا الألم شديدا ومتواصلا، ويمكن أن يصيب الألم منطقة البطن فقط، لكنه قد ينتشر ليصل إلى الظهر وإلى مناطق أخرى من الجسم. وقد يكون الألم بسبب التهاب البنكرياس الحاد مفاجئا وشديدا، وقد يبدأ الألم خفيفا، لكنه يزداد شدة بعد تناول الطعام، ويمكن أن ينتفخ البطن ويصبح شديدة الحساسية. ويظهر على مرضى التهاب البنكرياس الحاد المرض و التعب الشديد، وقد يكون من بين الأعراض الأخرى لالتهاب البنكرياس الحاد: -الغثيان -التقيؤ -الحمى -سرعة النبض وتكون عشرون بالمائة من حالات التهاب البنكرياس تقريبا شديدة، فقد يعاني المريض من الجَفاف ومن انخفاض الضغط، إلى جانب الإصابة بفشل رئوي أو كلوي أو قلبي. ومن أكثر الحالات خطرا لالتهاب البنكرياس الحاد حينما يحدث نزيف داخله، والذي قد يؤدي إلى إصابة المريض بصدمة؛ وقد يؤدي إلى الموت أحيانا. العلاج يعتمد علاج التهاب البنكرياس الحاد على مدى شدة الهجمة الالتهابية، وإذا لم تحدث مضاعفات، فإن التهاب البنكرياس الحاد يتحسن تلقائيا بالمعالجة. ويدخل المصاب بالتهاب البنكرياس عادة إلى المستشفى عند الإصابة بالهجمة الالتهابية، حيث يعطيه الطبيب السوائل الوريدية حتى يستعيد المصاب ما فقده من كمية الدم. كما يمكن علاج الكليتين بالغسيل الكلوي ويمكن علاج الرئتين بجهاز التنفس الاصطناعي لحماية المريض من حدوث الفشل في أعضائه. وقد لا يستطيع المصاب بالتهاب البنكرياس التغلب على الإقياء، فيصبح من الضروري وضع أنبوب يمر عبر أنفه ليصل إلى معدته لإزالة ما قد يجمع بها من السوائل ومن الهواء، أما في الحالات الخفيفة، فيمكن أن يمتنع المريض عن الطعام ثلاثة أيام أو أربعة مع إعطائه السوائل والمسكنات عبر الوريد. تستمر هجمة التهاب البنكرياس الحاد بضعة أيام فقط في الأحوال العادية إلا إذا أدت الحصى الصفراوية إلى انسداد القناة البنكرياسية والقناة الجامعة أو المشتركة، وعندها لابد من استخراج هذه الحصيات باستعمال المنظار. وفي الحالات الشديدة من التهاب البنكرياس، قد يصبح من الضروري تغذية المصاب بإعطاء السوائل عبر الوريد لمدة تمتد من ثلاثة إلى ستة أسابيع ريثما يُشفى البنكرياس. وإذا ظهرت أعراض العدوى يعطى المصاب المضادات الحيوية. وبعد اختفاء جميع أعراض التهاب البنكرياس الحاد، يعمل الطبيب على التعرف على الأسباب التي أدت إلى التهاب البنكرياس، ويحاول منع حدوث هجمات أخرى، وقد يكون السبب واضحا في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يتطلب الأمر إجراء المزيد من الاختبارات أحيانا.