أسماء الصلوات الخمس كثيرة هي المصطلحات الفقهية الأمازيغية الدالة على عناية فائقة بصياغتها ووضعها، هذه العناية التي تحيل من اهتمام الأمازيغ بدينهم وإقبالهم على تعلمه وفهمه فهما عميقا، وتقديرهم للعلماء وصدورهم عن فتاويهم وتقريراتهم. ومن ذلك أسماء الصلوات الخمس في اللغة الأمازيغية، ففيها إشارات قوية على أنها صيغت بعناية كبيرة، وروعي في وضعها تأصيل فقهي وشرعي متين: – صلاة الظهر: (تيزوارنين): والمعنى أنها الصلاة الأولى، لأن (إزوار) بمعنى سبق وصار أولا، وهذا موافق لما ثبت أن صلاة الظهر أول صلاة فرضت وأول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، بل سميت ظهرا لأنها أولها ظهورا، وصح تسميتها كذلك بالصلاة الأولى، ففي صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس) [البخاري: 547]. -صلاة العصر= تاكزين : ومعناها الصلاة الوسطى، لأن (زون) بمعنى الوسط، نقول: (إزون واس) بمعنى انتصف النهار، وقد سمى الله تعالى في كتابه العزيز صلاة بالوسطى في قوله: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) [البقرة: 238]، وجاء في حديث غزوة الأحزاب أنها صلاة العصر[البخاري: 2931، مسلم: 627]. – صلاة المغرب =تيووتشي : ومعناها صلاة الفطر أو الأكل، لأن أتشي بمعنى الأكل، نقول: إش بمعنى كل، والمصدر: أُتشي، والمقصود أن أذان المغرب يبيح الإفطار للصائمين. – صلاة العشاء =تييطس : والمعنى: صلاة النوم، واختيار هذا الاسم راجع إلى كونها آخر صلاة قبل النوم، ولأن السمر بعدها مكروه إلا لحاجة، لقوله تعالى: (وجعلنا الليل لباسا) [ النبأ: 10]، ولما ورد عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها) [البخاري: 547، مسلم: 647]. – صلاة الفجر =أغوري أو تينزيك، أو تيزار، أو لفجر: أغوري بمعنى النداء وله ارتباط خاص بالصيام حتى أطلقت (أغوري) على أكلة السحر، وكذلك (تينزيك) وتعني صلاة الصبح أو البُكور، وسماها محمد شفيق في قاموسه: (تيزار)، ولم أهتد إلى المعنى، وغالب الناس يبقون على تسمية (الفجر). ———— ملحوظة: تفسير تاكزين=العصر بالصلاة الوسطى اجتهاد له حظه من الصواب، ويرد عليه إشكالان، أولهما أن النون في آخرها قد تكون للجمع لا أصلية في الكلمة، والثاني أن علماء المالكية يذهبون في تعيين الصلاة الوسطى إلى صلاة الفجر لا إلى صلاة العصر. والأهم في حديثنا العناية الفائقة من علماء الأمازيع في صياغة المصطلحات الشرعية الدالة على المعاني الجليلة، وكذلك صدور عامة الناس عن تقريرات العلماء.