للصّلاة عموماً فضلٌ وأجٌر كبيرٌ وعظيم، فهي تَنهى العبد والإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر والآثام الكبيرة؛ لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)،ويجب على كل إنسان مسلم أن يُحافظ على جميع الصّلوات المكتوبة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى -وخاصةً صلاة الفجر-؛ وذلك امتثالاً لقوله تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، والصلاة الوسطى كما قال العلماء هي صلاة الفجر، فالصلاة هي الصّلة الوثيقة بين العبد المسلم وربّه، فالمسلم في الصلاة يدعو ربّه تعالى بما شاء من كل أنواع الدّعاء، يدعوه ويرجوه، ويطلب عفوه، ويستغفره ويتقرّب إليه، وبالصلاة يستعين المسلم على كل ما يُكدّر صفوه وحياته وباله من المُشغلات والهموم، قال الله عزّ وجَل: (واستَعينُوا بالصَبْر والصَلاةِ وإنّها لكَبيْرةٌ إلا عَلى الخَاشِعيْن). ولصلاة الصّبح أو الفجر خصوصاً أجرٌ وفضلٌ ومَناقب عظيمة جليلة، وفيما يلي بيان لفضل وأجر صلاة الفجر، وهي كالآتي: هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، وَرَدَ عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها)، هي النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة)، صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله)، هي سبب من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم، وهي سبب من أسباب النّجاة من النّار، والتزامه فيه البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:(مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ)، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة. هي ضمانُ للمسلم -بالتزامه بصلاة الفجر- بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق، ومن عذاب الله وغضبه وعقابه، رُويَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ أثقلَ صلاةٍ على المنافقِينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ . ولو يعلمون ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبوًا. ولقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقامُ . ثم آمرُ رجلًا فيُصلِّي بالناسِ . ثم أنطلقُ معي برجالٍ معهم حِزَمٌ من حطبٍ ، إلى قومٍ لا يشهدون الصلاةَ ، فأُحَرِّقُ عليهم بيوتَهم بالنارِ) هي تَعدُل عند الله تعالى قيام الليل، فقد ورد عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال:(من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ . ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ) وَعْدُ الله لمن يصلّي الفجر بأن يرى ربّه سبحانه وتعالى؛ فقد جاء في الصّحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: (كُنَّا جلوسًا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ فقال أما إنكم ستَرَونَ ربَّكم كما ترون هذا القمرَ . لا تُضامُون في رُؤيتهِ . فإنِ استطعتُم أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها يعني العصرَ والفجرَ . ثم قرأ جريرٌ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا })فالمؤمن المُحافظ على صلاة الفجر سيحظى بنعمة النظر إلى وجه ربه سبحانه وتعالى. حكم صلاة الفجر صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكراً كان أو أنثى بالغاً عاقلاً، دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله تعالى: (فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتاباً مَوقوتاً)،وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمداً عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).