أعلن الرئيس الروسي بدء العملية العسكرية ضد أوكرانيا، ومحاربة النازيين الجدد على الأراضي الأوكرانية، وبدئت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بنقل الأخبار مباشرة، ومنها ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، كما كانت تنقل الأخبار أثناء الربيع العربي الذي تم وئده في سوريا. بوتين يحارب على أراضيه وجمهوريات كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق، لكن الإغراءات الأمريكية التي قدمتها لأوكرانيا بدعم عسكري كبير كانت عبارة عن أكذوبة كبيرة، فبقيت أوكرانيا لوحدها في الميدان، حتى مواقف الناتو خجولة أمام هذه الحرب. جاء الإعلان الأمريكي بنقل قطع عسكرية من أفغانستان والشرق الأوسط إلى دول قريبة من أوكرانيا لتهديد روسيا في حال شنت حرباً على أوكرانيا، وتمركزت بطائرات مقاتلة وبارجات عسكرية، إذن أصبحت القوات الأمريكية بالقرب من روسيا في هذه الحالة، والرد الروسي سيكون بالمثل طبعاً. باعتقادي بان الرئيس بوتين وإدارته لهذه المرحلة بمنتهى الدهاء، فبعد تأييد دولاً في أمريكا اللاتينية له في هذا الأزمة والغطرسة الأمريكية على الحدود الروسية، ربما بدأ يفكر بنشر قواعد عسكرية على حدود الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليس الهدف منه توسيع دائرة الحرب، بل لتهديد أمريكا في حال أخطأت في حساباتها ضد روسيا. باعتقادي بان كوبا ترحب بمثل هذه الخطوة من روسيا، وفنزويلا ربما أيضاً لا تمانع بوضع قواعد عسكرية روسية على أراضيها، نظراً لسوء العلاقات الأمريكية بين دولاً في أمريكا اللاتينية، وفي حال تم فعلها من قبل الرئيس الروسي تكون روسيا كسبت من الجولة الأولى، وحاصرت أمريكا بقواعد عسكرية مهمة، كما هو الحال الآن في سوريا بوجود قواعد عسكرية روسية وقواعد عسكرية أمريكية على الأراضي السورية. الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت على الصعيد العالمي، فالإستراتيجية الروسية أصبحت واضحة فهي تريد إعادة هيمنتها من جديد وإعادة الاتحاد السوفيتي إلى سابق عهده، وبعد انتهاء الحرب في أوكرانيا (ولن تستمر طويلاً) تكون روسيا قد حدت من تمدد الحلف الأطلسي إلى اقرب ما يكون إلى روسيا، وتحديداً في الشرق الأوكراني. والحصار الاقتصادي الذي يهدد به الغرب روسيا ربما لن يؤثر على روسيا نظراً لان العالم انقسم إلى قسمين جزءاً مع روسيا وجزءاً مع أمريكا وأوروبا، ونظراً للنظرة العدائية والخدعة التي خدعت فيها أوكرانيا لا أتوقع بان يصبح لأمريكا دوراً كبيراً في الحصار على روسيا. في حال فعلتها روسيا وأرسلت قواعد قريباً من الولاياتالمتحدةالأمريكية (كما حصل في خليج الخنازير) تكون روسيا قريبة من الحدود الأمريكية، وفي نفس الوقت الناتو لن يقف مكتوف الأيدي في هذه المرحلة، لان الاقتصاد الأوروبي معتمد اعتماداً قوياً على النفط والغاز الروسي ، وتعلمت من الفخ التي وقعت به أوكرانيا.