هوية بريس-متابعة مع عودة موضوع زراعة البطيخ الأحمر بقوة، إلى واجهة القضايا التي تشغل بال الهيئات الحقوقية والجمعوية بإقليم طاطا، وهو الإقليم المصنف الأكثر تضررا من الجفاف، داعية إلى وقف هذه الزراعة الموسمية التي أنهكت قوى البيئة والفرشة المائية على حد سواء، أنجزت " راديو بلوس" تقريرا في الموضوع، من توقيع رشيد بنزاكور، تطرق فيه للواقع الصادم الذي تعرفه المنطقة بناء على ما تأكد لمنظمة دولية دقت ناقوس الخطر، جراء هذه الزراعة الجائرة على الإنسان والمجال. وقال رشيد بنزاكور أن القلق يتصاعد في طاطا ويشتد مصدره، ليس بقذائف هاون ولا براجمات صواريخ، بل بسبب بطيخ انتشر كالسرطان في تراب الاقليم، مهددا الأمن المائي واستقرار الساكنة، أصاب طاطا بالقحط والجفاف، كما أصابها البطيخ في مقتل، وهو يستنزف ما تبقى من الفرشة المائية. ومع استشعار هذا الخطر الوشيك خرجت الساكنة في مظاهرات منددة في عرائض وبيانات رافضة، من منطقة فم زكيد الوكوم الى تمنارت مرورا بأيت وابلي توزونين وأقا. وكشف التقرير أن في طاطا تجسد المغرب الأصفر القاحل، وماتت الواحة ووري جثمان النخيل الثرى، كما جفت العيون والمجاري، فهاجر الفلاح. وتساءل عن مدى تأخر صلاح الدين امال، عامل الاقليم في إعلان : "طاطا إقليما متضررا من الجفاف"، بالرغم من تشكل لجنة مختلطة، قامت بإغلاق الى حدود التاسع من دجنبر2021، ما يقارب 100 بئر غير مرخص كما سجلت خروقات من قبيل كراء أراضي الجماعة السلالية واستغلالها بدون سند قانوني، وهي خطوة قامت بها اللجنة ولاقت استحسانا كبيرا وسؤالا ملحا، مضمونه: هل السلطات المحلية لم تكن على علم بخبر الآبار المحفورة بلا ترخيص لسنوات ام انها تواطأت؟. ومع كل موسم فلاحي، فإلى طاطا تشد الرحال وتشتد انظار المستثمرين في البطيخ الأحمر ومتحوراته. ففي غضون خمسة أشهر، يقول التقرير الإذاعي، أن "سلالة البطيخيين"، مازالوا يحققون أرباحا طائلة على حساب الطبيعة والانسان، وأن ما تتعرض له التربة من مخصبات وأسمدة سامة ينذر بالكارثة… ناهيك عن الظروف التي تشتغل فيها العاملات بالضيعات، والتي يصفها الحقوقيون باللاإنسانية واستغلالا فظيعا للحاجة والهشاشة المتجذرة في طاطا، مستحضرين فاجعة اقا والتي راح ضحيتها مواطنون عزل مطلع سنة 2021، مشددين على أن السلطات العمومية في طاطا بمؤسساتها ونخبها، فشلت في إيجاد حل لمعضلة الفقر والعطالة رغم العناوين الفخمة للمشاريع المسطرة بميزانيات ضخمة مما يفسر الهجرة المتصاعدة نحو المغرب وباقي العالم. وكشف بنزاكور، أن منظمة "ألسسدام" الدولية نشرت تقريرا صادما شهر شتنبر 2021، كشفت فيه خطورة ما تتعرض له واحات اقليم طاطا، جراء تزايد المساحات المخصصة للبطيخ الأحمر، وهي منظمة دولية أنجزت في طاطا مشاريع تنموية وفلاحية صديقة للبيئة، حيث أشارت في تقريرها الى أن انتاج كيلوكرام واحد من البطيخ الأحمر يتطلب حوالي 750 لتر من الماء. لكن في المقابل ، يضيف التقرير الاذاعي، فرئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس راسل عامل الاقليم مطالبا اياه بايقاف ردم الآبار مراعاة لمصلحة المستثمرين، فواجه سيلا من الانتقادات، جاهلا او متجاهلا الجرائم التي ارتكبها البطيخ الأحمر في أرض كلميم وزاكورة. فحين يتعدى تأثير شح المياه المجال الفلاحي ليهدد وجود الانسان في طاطا فذاك هو المشهد الاكثر ايلاما. وختم بنزاكور تقريره ب "حرمحكيس تيمقيت وامان" وهي عبارة صاعقة، بالأمازيغية، رددتها نساء وهن يتشاجرن من أجل قطرة ماء، بدواري تيزارت وايمينتكيسلت قبيلة دودرار الغنية بالذهب… فطاطا لم تبرح مكانها بعد، فهي مازالت تتلمس الطريق نحو منفذ إغاثة.