أصدر عامل إقليم طاطا قرارا عامليا تحت رقم 38، يعلن بموجبه إقليم طاطا منطقة متضررة من الجفاف، وذلك بعد تسجيل شح التساقطات المطرية، خلال السنوات الخمس الأخيرة. واعتبر القرار في فصله الأول، الجماعات الترابية الواقعة بالنفود الترابي لإقليم طاطا، مناطق متضررة بفعل الجفاف، في ماحدد الفصل الثاني والثالث، إجراءات وتدابير وآليات التنفيذ والتتبع والتقييم، للبرامج المعدة لهذا الغرض.
وأحدث القرار العاملي، لجنة تقنية إقليمية مكونة من رؤساء المصالح الخارجية المعنية، والمصالح الإقليمية بالعمالة، وممثلي الغرفة بالإقليم، ورؤساء الجماعات، وستعقد اجتماعاتها مرتين في الشهر حتى نهاية هذه البرامج، وعهدت السلطات الاقليمية إليهم تطبيق فحوى هذا القرار، وتتبع إنجاز البرامج المعدة لهذا الغرض.
وفي اتصال هاتفي لموقع 2m.ma بعبد العزيز حبيب، مؤسس تعاونية إيسْداسْ الفلاحية بمنطقة « أقَّا إيغان » إقليم طاطا، بأن القرار العاملي كان منتظرا، خاصة بعد توالي سنوات الجفاف، فمنذ التساقطات المطرية التي عرفتها طاطا سنة 2014 والتي خلفت فيضانات، لم يشهد الإقليم تساقطات منتظمة، وبالمقابل هناك استنزاف للفرشة المائية من طرف المزروعات الجديدة الدخيلة على الإقليم، وفي مقدمتها البطيخ الأحمر (الدلاح).
وأضاف ذات المتحدث في تصريحه: « طاطا إقليم يعتمد على الفلاحة المعاشية، وأثناء التساقطات، يتحول إلى مرعى شاسع مساحته 300 كلم، يمتد من النفود الترابي لفم الحصن إلى فم زكيض، ويعتبر قبلة للكسابة من كل مناطق المغرب، يوفر لهم الكلأ والعشب الوفير ومن كل الأنواع، مما يجعل المنطقة تعرف انتعاشا اقتصاديا منقطع النظير ».
و منذ 2014، يقول حبيب، انقلب الوضع، وتضررت الساكنة التي تعتمد في قوتها اليومي على الفلاحة داخل الواحات، والرعي وتربية الماشية، فالفلاحة هي التي تحرك الإقتصاد المحلي، وأملنا أن يُؤخذ هذا القرار بعين الاعتبار، وتعطى له أهمية جهويا ووطنيا، وتخصيص غلاف مالي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في إقليم، أصبحت الواحات فيه مهجورة، بسبب مشاكلها الاجتماعية والعقارية.
كما أن هذه الواحات حسب متحدثنا، لم تعد تؤمن المعيش اليومي للفلاح، فبالإضافة إلى الجفاف، أصبحت قبلة للمستثمرين في زراعة الدلاح، وهو ما ساهم في استنزاف الفر,شة المائية، وهبوطها إلى مستويات قياسية.