إن المتتبع لأحداث التنافر والمواجهات بين شعبين شقيقين كانا مسلمين أو غير مسلمين قديما وحديثا، غالبا ما تذهب أصابع الاتهام إلى وجود جهات خفية كانت السبب في ذلك، من أجل مصالح واضحة أو غير واضحة. وبما أن الأنشطة الرياضية تزيد وتنمي الآنا عند الناس في جعل الفريق الوطني للدولة يمثل كل الشعب، كان لابد أن ينحاز كلّ إلى بلده، وهو الأمر الطبيعي والمعبر للانتماء في حدود أجواء تتسم بالروح الرياضية والأخلاق الحسنة. لكن ماذا لو كانت هناك أيدي خفية تعمل في الظلام من أجل شحذ مستوى التنابز بين بلدين شقيقين؟ نعم هذا ما يمكن ملاحظته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين المغاربة والجزائريين، كشعبين شقيقين تجمعهما كل مميزات الاتفاق من لغة ولهجة ودين وغيرها من أمور التلاقي الكثيرة، ومع أجواء دوري كأس العرب المقام بقطر هذه السنة 2021، نتساءل ما سبب كل هذا العداء بين الطرفين وتبادل الاتهامات والشتائم بينهما في كل ما يحوم حول أخبار البلدين من تعليقات ومنشورات ووسائط. الحقيقة إنه بعد البحث والتمحيص، تبين أن هناك من ينمي هذا النوع من الخطاب الذي يدعو إلى الكراهية ويحض على التنابز وتبادل الاتهامات بين شعبين حبيبين. فيما يلي نستعرض نموذجين من هؤلاء الفتانين الذين يسعون في الأرض فسادا، من حسابات وهمية وحقيقية: صفحة فيسبوك كانت تحت اسم (أرشيف الإذاعة والتلفزة المغربية) حيث كان لها قاعدة متابعين كبيرة, لتتحول قُبٓيل دوري كأس العرب 2021 إلى اسم (المغربية وان almaghribia one)!! المُلاحظ بعد تغيير الإسم هو أن كل المنشورات صارت تتحدث عن الخلاف السياسي المغربي الجزائري وربطه بكرة القدم، مع تلفيق التهم والاستهزاء بالشعب الجزائري من حين لآخر، ومع اقتراب موعد مباراة المغرب والجزائر تسارعت وتيرة المنشورات على نفس الشاكلة. (مرفق صور منشورات الصفحة). (هنا قاموا بتغيير علم الجزائر إلى علم فرنسا!!) (الاهتمام البالغ بأشخاص لا علاقة لهم بالمشاكل السياسية!!) بعد هذه الصور يمكن أن يقول البعض، لربما أن صاحب الصفحة مراهق لا عقل له، نقول أن اللغة التي يتم الكتابة بها لا تدل على ذلك بتاتا، كما أن الصورتين التاليتين قد يفسرا مكان تواجد صاحب الصفحة (أو الجهة الداعمة له). (كانت الصورتين قبل عام، يعني قبل تغيير اسم الصفحة) – صفحة تويتر شخصية، لكاتب إماراتي تحت اسم: نواف مسفر بن هلال. لا ندري ما دخل هذا الكاتب في شحذ الصراع وخطاب الكراهية بين شعبين مسلمين شقيقين؟ ويزيد الاستغراب عندما نجد أنه كاتب كما هو موضوع في خانة الوصف! في اللحظة التي يجب أن يتسم الكاتب بالموضوعية والحكمة، يعمد هذا إلى التهور ويحض على الكراهية بطريقة مباشرة وغير مباشرة. (مرفق صور حسابه ومنشوراته) وهكذا تنتشر هذه المنشورات الاستهزائية بين الشعبين، فيصدقها المغفلون بكل سذاجة، لتتمكن منهم وتحملهم على سفينة خطاب الكراهية لتبقيهم في صراع وهمي لا حدود له. وأخيرا، يجب على الشعبين أن يتحلوا بالحكمة والتؤدة، وألا ينساقوا وراء هذه الادعاءات المستفزة هنا وهناك، ويبقى الود والأخوة دائما وأبدا بينهما من أجل بقاء الاستقرار ولكي تبقى أمة واحدة دينها الإسلام..