هوية بريس – متابعات اعتبر وزير الخارجية الإسباني، خوسي ألباريس، أن خطاب جلالة الملك بمناسبة ثورة الملك والشعب، الذي تحدث فيه عن الأزمة بين البلدين، هو "كلمات تنقل رغبة في الحوار على أساس الثقة المتبادلة، وهذا ما نريده"، على حد قوله ضمن حوار تحدث فيه، أيضا، عن قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب وتأثيرات ذلك على إسبانيا. شدد ألباريس على أن "إسبانيا تريد أن تكون لها علاقة جيدة مع أهم شركائها، وتريد أيضا أن يحافظ هؤلاء الشركاء على أفضل علاقة ممكنة مع بعضهم البعض. لأننا نريد أن نساهم في مناخ يسوده الهدوء والسكينة وحسن الجوار". وأبرز في الحوار الذي أجراه مع صحيفة "Lavanguardia"، مساء الاثنين، أنه "لطالما كانت لإسبانيا علاقة غير عادية مع كلا البلدين، فالاثنان شريكان مهمان للغاية بالنسبة لنا، وهما دولتان صديقتان وسنعمل من أجل التفاهم". وعن تأثيرات القرار الجزائري على إمدادات إسبانيا من الغاز، قال الوزير "لقد كنت أتحدث مع أصدقائنا الجزائريين منذ عدة أيام وأعتقد أن الإسبان لا يجب أن يقلقوا بشأن إمدادات الغاز. ستدافع هذه الحكومة دائما عن مصالح إسبانيا. نحن نتحدث ونحلل الوضع مع الجزائر. دعونا لا نتسرع لا يزال من السابق لأوانه استخلاص النتائ". في الحوار طُرح على الوزير سؤال حول مدى إمكانية أن تغير بلاده موقفها من الصحراء المغربية، فأجاب بأن "إسبانيا ستعمل دائما في إطار الأممالمتحدة"، مسترسلا أن "العلاقة بين المغرب وإسبانيا هي شبكة غنية وواسعة من المصالح المتنوعة"، وأضاف "عليك أن ترى العلاقة بين إسبانيا والمغرب في كل شموليتها". وكشف ألباريس أنه ناقش موضوع الصحراء المغربية في الأيام الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، دون أن يكشف مضمون النقاش، قبل أن يستدرك قائلا إن "الأهم هو مركزية الأممالمتحدة". ضمن الحوار أيضا تحدث الوزير عن استقبال زعيم الانفصاليين، إذ سئل عما إذا كان سيتشاور مع المغرب، فأجاب قائلا "لا أحب عمل الخيال السياسي". وكان ألباريس تطرق إلى المواضيع ذاتها، أمس الاثنين، أمام لجنة الداخلية بالبرلمان الإسباني، إذ أشار إلى أن العلاقة مع المغرب "أوسع بكثير" من الخلافات المتعلقة بالصحراء المغربية. وشدد على أن "الغرب شريك وجار وصديق"، وأن "حقبة جديدة من العلاقات مع الرباط قد بدأت". وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، في العلاقات بين البلدين الجارين. وأوضح في خطاب وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال68 لثورة الملك والشعب، أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، وأن المغرب يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار.