بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: ما كنت أحسب أني سأرثي يوما شيخي الحبيب.. سيدي مولاي أحمد أبا عبيدة المحرزي.. حتى جاء أمر الله.. ولا راد لأمر الله وقضائه.. وإن القلب ليحزن.. وإن العين لتدمع.. وإنا على فراقك شيخنا لمحزونون… هذا الشيخ الذي صحبته من ضحى عمري..وكان صديقا لوالدي وعمي رحمهما الله…وفي القلب أحزان وأشجان..ويعلم الله..أني مذ بلغني نبأ وفاته..وأنا في حزن شديد..وكلما هممت بكتابة شيء هاجت علي الأحزان..ودمعت العين….وإنا لله وإنا اليه راجعون..وإني لأحمد الله تعالى على أني كلمته صوتا وصورة قبل وفاته بيومين..حيث مكنني ابنه البار مولاي مصطفى..ودعا لي رحمه الله أدعية أرجو أن ينفعني الله بها في الدنيا والآخرة… وهذه بعض الأبيات..نظمتها في شيخي..وهي قاصرة عن أن توفي شيئا من حقه..أو أن تعبر عن ما يجيش به الصدر…ولكنها بعض من العرفان..وشيء من الوفاء لهذا الإمام رحمه الله تعالى وأعلى مقامه… مُسافرٌ في ظلالِ الحُزن يَحملهُ// ليل غريبٌ طواهُ في الأسى الأبدُ… أبا عبيدةَ شيخي يا سَنا أملِي// تركتَ في البِيد قلبًا ماله جَلدُ… ياحزنُ هِجتَ وهاجَ الوَجْدُ مُسْتَعِراً// كٍلاهمَا مُستمِرٌّ مالَه أَمَدُ… ياعينُ بالدَّمعِ جودي فالفؤادُ بكى// وخَيْمَةٌ الصَّبر رُجَّتْ مالها وَتِدُ… ياقومُ ماتَ الإمَامُ البَرُّ وَالِدُنَا// وناح مِن فقْده الإٍسْنادُ والسَّنَدُ… وبُحَّ صَوْتُ الكِرامِ حسرةً وأَسًى// وكيفَ لا والفَقِيهَ الحَبْرَ قَدْ فَقَدُوا .. شيخٌ كريمُ السَّجايا زَانهُ خُلُقٌ// عَليْهِ ألْوِيَةُ الأفْضَالِ تَنْعَقِدُ… يامن هُوَ البحْرُ فيَّاضًا بِلُؤْلُؤِهِ// وَبالجوَاهِرِ عِلمًا زَانهُ رَشَدُ….. فقدْ سَقَى مِن رُضَابِ العِلْمِ أزْمِنةً// وقد رَوَى مِن فُراتِ الحِلمِ مَنْ وَرَدُوا فكلُّ طالِبِ عِلمٍ قَدْ بَكَى حَزَنًا// فَلِلْفَقِيهِ عَلَى هذي الجموع يَدُ… بَحْر العُلومِ الذِي قَد غَابِ سَاحِلهُ// ومعدِنُ الصَّبرِ في أحْوالِه جَلِدُ… يَحُلُّ بِالفهْمِ كُلَّ المُعْضِلاتِ فَمَا// تَرَى لهَا ينْبرِي مِنْ غَيرِهِ أَحَدُ…. مَجالِسُ العِلمِ في مُرّاكُشَ ارتجَفَتْ// حِينَ ارتَحَلْتَ فطَاشَ المَتْنُ والسَّندُ…. وقِصَّة الزُّهدِ عَمَّتْ كُنتَ مُنْعزِلاً// عَنّا خفيًّا بَطِيء الخَطوِ تَتَّئِدُ… زَهدْتَ فِي كلِّ جَاهٍ لَسْتَ مُكتَرِثًا// وهَكذا سَادَةُ الأَبرارِ إنْ زَهدُوا… فَرُّوا مِنَ النّاسِ لِلرَّحْمنِ وارتَحَلُوا// عنِ التُّرابِ إلى رِضْوانِه صَعَدُوا… أٌثْنِي عليْكَ وَلي فِي كُلِّ نَابضَةٍ// قَلبٌ لأَضْعَافِ ماقَدْ قُلتُ يَعتقِدُ… يَا للْأَحِبَّةِ نهْواهُمْ ونألَفُهُمْ// حتَّى إذا اقترَبت رُكبانُهُم بَعُدُوا.. أَنَا المَسَائِلُ تَبْكِي والكِتَابُ يَرَى// دمْعَ الفِراقِ أنا المُلتَاعُ يرْتعِدُ… جَوَىً وذِكْرَى وقلبٌ خافِقٌ ألَماً// كشمعةٍ في رِيَاحِ الحُزْنِ تَتَّقِدُ.. أسْتودِعُ اللهَ نَجْمًا كَانَ يُرشِدُنَا// إلى الصِّراطِ سَرَى والنّاسُ قدْ رقَدُوا… فَارتَحْ ونَمْ فِي سَلامٍ دَائمٍ رَغَداً// وأنْعُمٍ مَالهَا حَدٌّ ولَا عَدَدُ… ثم الصَّلاة على المُختار سيِّدنا// من في يديهِ لِواءُ الحمْدِ مُنعقِدُ وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري