بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: في ظل ما يعيشه العالم من هذه الجائحة التي عمت العالم.. وفرضت واقعا جديدا.. وأوقفت العالم على حقيقة ضعفه وعجزه وفقره.. ليستيقن العارفون ويزداد الذين آمنوا يقينا أن القوة لله جميعا.. وأن الأمور كلها تجري بقدره وحكمته سبحانه وبحمده.. وأن الناس كلهم عبيد في غاية العجز والافتقار.. في ظلال هذه الواقع الذي كان من المفروض أن يجعل الكل يشتغل بمراجعات حساباته.. وتصحيح مساراته.. نرى هجومات متوالية على بلادنا من جهات عدة.. ما بين منازعة في الوحدة الترابية.. إلى محاولات فرض الهيمنة التي لا زال بعض مرضى العظمة يعيشون أحلاما بددتها شمس اليقظة.. إلى غير ذلك من ألوان المكر.. وهذا أمر طبيعي في حق كل من أراد أن يكون له موقع قدم في عالم اليوم.. كل من أراد أن ينهض وأن يزاحم وأن يتطور.. وأن يكون مستقلا .. وأن يلعب دوره اللائق به.. الذي يخوله له تاريخه وجغرافيته وخصائصه.. توالت حملات مغرضة تولى كبرها أناس مفضوحون.. متواطئون.. فوجهوا السهام تلو السهام.. وكلما وجهوا سهما عاد إلى نحورهم.. حتى اتهموا بلدنا بهذه التهم المتعلقة بالتجسس ووو.. أقول لكم أحبابي: إن المغرب مستهدف.. ومن جهات شتى.. ولكن اعلموا يقينا أن صخرة المغرب تنكسر عندها معاول الحاقدين.. ولهذا شواهد من التاريخ.. التاريخ البعيد والقريب.. إننا أمة ضاربة في عمق التاريخ.. ولن يستطيع أناس تافهون وحمقى أن يزعزعوا بلدنا.. أو يهزوا ثقتنا.. ولكن يجب علينا أن نقوي لحمتنا.. وأن نكون يدا واحدة خلف قيادتنا.. وأن نثق في مؤسساتنا.. وأن ندعم أمننا.. وأن لا نكون رجع صدى لبعض الغربان الناعقة في الغرب والشرق.. الذين فقدوا كل مقومات الشرف.. وباعوا أنفسهم في أسواق النخاسة.. وعلى الذين يريدون إملاء دروس الشرف على المغرب.. أن يُملوها ابتداء على أنفسهم.. ففاقد الشيء لا يعطيه.. وفاقد الشرف لا يُعلِّم الناس الشرف.. هنا المغرب أيها الأحباب: بلد العلم والرجال والنزال والبطولات.. واستنطقوا التاريخ يخبركم بلسان حق لا يعرف التزييف.. إننا نقدر مجهودات أجهزتنا الأمنية.. ونسأل أن يوفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد.. وما كان من نقص أو خلل فنسأل الله أن يجبره.. ونحن إن شاء الله تعالى جنود خلف ملكنا وفقه الله.. غايتنا أن يدوم أمننا في عالم يموج بالفتن.. في عالم يتخطف فيه الناس من حولنا.. فاحمدوا الله على هذه النعم.. واستديموها بشكر الله والخضوع له.. ولا تسمعوا للفتانين والكذابين والمغرضين.. الذين لا هم لهم إلا إيذاء المغرب.. وتقسيمه ونشر الرعب والخوف.. اضربوا بإشاعاتهم عرض الحائط.. وكونوا يدا واحدة ضد أي متربص.. دام مغربنا آمنا مطمئنا موفور الخير.. وزاده توفيقا ومددا.. وهيء له الأناس الصالحين للسير به إلى شواطئ الأمان.. وسواحل الأمان.. وعاش ملكنا محمد السادس.. ووفقه الله وسدده. وأعانه وأرشده.. وجعله سدا منيعا أمام كل حاقد موبق خائب.. ووفق الله أجهزتنا الأمنية لحماية الوطن والمواطنين.. وأعز جنودنا البواسل الشرفاء المرابطين على الحدود. يحمون الحمى.. ويصونون الأرض والعرض.. وحفظ الله كل مؤسساتنا.. وأعان الصالح.. وأبعد الطالح.. سأظل أحبك يا بلدي.. وأنصر قضاياك.. وأدعو لك في سري وعلانيتي.. وسأظل أدعو إلى اللحمة والمحبة والوطنية.. وسأظل أدعو لك يا ملكي.. بالتوفيق والسداد.. لما يحب رب العباد وسأظل أكتب عن صحرائنا المغربية.. ولا عزاء لحاقد ولا لمتقول.. ولا لأفاك.. معك بلادي في السراء والضراء.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري