هوية بريس – الشيخ عمر القزابري بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: تلقيتُ نبأَ وفاة الشيخ العالِم محمد الأمين بوخبزة.. فانتابني حزنٌ كبير.. وكيف لا والشيخ رحمه الله رقَى مِن العلم سُلَّم الشرَفْ.. ولم تخشَ الألفاظ في مِدحته السَّرف.. فأصله في دَفتر المجد ثابتْ.. كيف لا وهو في سُلالة الشَّرف نابِتْ…لم يُكتَبْ لي أن أقابِل الشيخ رحمه الله..غيرَ مُكالمةٍ هاتفية واحدة ..سمعتُ فيها جميلَ عبارته..ورشيق نبرتِه….لكن أخبرني من خالطهُ أنه كان للآملِ مظنة رجاهْ..يُكرم القاصدَ ويسعفُ مَن أتاهْ…أَكتبُ عنه رحمه الله والألفاظ لا تُسعفُني…يُترجمُ عن حالي قول الشاعر: عصفتْ سمومُ همومِ فكرٍ قطَّعتْ/ تلك الحبالَ وفرَّ منها الخاطِرُ.. والدَّهر أخرسَ كل ذي لسَنٍ فلوْ/ سَحبان كُلِّفَ منطقًا لا يقدرُ.. والغريبُ كما أسلفت أحبابي ..أنِّي لم أجالس الشيخ..لكن يشهد الله العظيمُ أنني حزِنت حزنا شديدا…وكل مواقع التواصل ضجَّت بخبر وفاته..وكل المجموعات المهتمة بالعلم والعلماء تتبادل التعازي..والكل يلهج بالدعاء…فسبحان من رفع قدر العلماء .. وأعلى شأنهم. ووضع لهم القبول في قلوب عباده…وأعظم المنَّة ..التوفيقُ للكتاب والسنَّة…رحم الله الشيخ بوخبزة..فقد كان موردَ أنس حلَت ورُودهْ … وتبسَّمتْ فيه شقائقه وتفتَّحت وُرودهْ..يوافي زائِرُهُ زهرهُ جَنيَّا..ويواليهِ أُنسُه نجِيَّا….فروْضُ عِلمه صفا لمن وردَ عليهْ..بظلٍّ ظليلٍ ضفا بُرد بَردِه على عِطف نسماتٍ سَرَيْنَ إليهْ…كان قيدَ حياته متخلِّيًا عن العلائِقْ..مُشتغلاً بأحسن ما يُشتَغلُ به بينَ الخلائِقْ..ألا وهو التقلب بين حدائقِ العلومْ…والانتقاءُ من حقائقِ الفُهومْ…يختارُ من الأقوال ما لذَّ وطابْ…وشتَّان مابين الرُّضابِ والقِرضَابْ .. أحبابي الكرام: بلدنا الحبيب يزخر بالعلماء والحفَّاظ…ممَّن يثقلُ بهم ميزان المُفاخرةِ وتقر الألحاظْ…فوجبَ شكرهمْ..والدعاء لهم..وإكرامُهم وإجلالُهم.. أسأل الله العظيم أن يرحم الشيخ بوخبزة..وأن يرفع درجته في المهديين..ويخلفه في عقِبهِ في الغابِرينْ..كما أسأله تعالى أن يبارك في علمائنا.. ويرحمَ من رحل منهم..وأن يجزيهم عنا الجزاء الأوفى..ويسقيهم من الشراب الأصفى..وأن يحفظ بلدنا آمنا مطمئنا سالما من الفتن والمحن..وأن يجعله قبلة للبركات والخيرات..وأن يحفظ إمامنا ووليَّ أمرنا الملك محمدا السادس..وأن يوفقه لكل خير..ويصرفَ عنه كل شرٍّ وضيرْ… وإنا لله وإنا إليه راجعون…وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري..