وجه الشيخ عمر القزابري، « رسالة إجلال وتكريم إلى نساء ورجال التعليم، ». وجاءت رسالة القزابري هاته بعد النقاش المستفيض حول الإعتداءات الأخيرة التي تعرض لها رجال التعليم سوءا داخل حجرات الدرس أو خارجها. وقال القزابري في رسالته التي نشرها على صفحته الرسمية على الفيسبوك « حقا إنه زمنُ الألمِ والحزن...والمُنغِّصات والمُكدِّرات...لكثرتها لم يعُدِ العقلُ يستوعبها...فتتابعُها وتواليها يجعلُك في حيرة..رزايا يُرَقِّقُ بعضُها بعضا..ومن هذه المشاهد التي حرَّكت الكِيان..وهزَّت الأركان..مشهد ذلكُم المُعلِّم وهو يتلقى الضَّرباتِ من تلميذٍ مسعور..على مرأى ومسمعٍ من التلاميذ ..مع التحفُّظِ على كلمة تلاميذ.......لا أخفيكم أحبابي أن المشهدَ أدخلني في حالةٍ من الحزن والألم..كيف لا والمعلمُ يُهان ويُستباحُ حِماه....المعلم وما أدراكم ما المعلم..؟..تلكم الشمعة التي تنيرُ الطريق إلى المعرفة وهي تحترق..ويرحم الله الشيخ محمد رشاد الشريف يوم يقول في حق المعلم : ياشمعةً في زوايا الصف تأتلقُ # تنير درب المعالي وهي تحترقُ.. لا أطفأ الله نورا أنت مصدره # ياصادق الفجر أنت الصُّبح والفلقُ.. أيا معلم يارمز الوفا سلِمتْ # يمينُ أهل الوفا ياخيرَ من صدقوا.. لا فُضَّ فوكَ فمنه الدر منتثرٌ # ولا حرِمتَ فمنك الخير مندفقُ.. ولا ذللت لمغرور ولا صَلِفٍ # ولا مست رأسك الجوزاء والأفق...." وأضاف القزابري، « أيها المعلم لا عليك..فأنت الشرف والكرامة..أيها المعلم لا عليك..فأنت الباذِلُ نفسه لتعليم الناس..وكفى بذلك شرفا ورفعة.. أيها المعلم: هاكَ مواساةٍ مِن أعظمِ معلم..صلى الله عليه وسلم.. يقول سيدي صلى الله عليه وسلم( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض..حتى النملة في جُحرِها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ) صلى الله عليك ياسيدي يارسول الله..يامن قال الله فيه( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم..ويعلمهم الكتاب والحكمة...) فالتعليم من وظائف النبوة..وكفى بذلك شرفا ومكانة للمُعلم.. ». وتابع القزابري في الرسالة ذاتها، بالقول »أيها المعلم: إن جحد فضلك بعض اللئام..أو آذاك بعض الأقزام..فإن الكونَ كله يصلي عليك..ويشيد بجهدك.. حقيقة أيها الأحباب إنه منظر حزين جدا..يُحيلُ على ألوانٍ من التساؤلات..لماذا وصلنا إلى هذا الحضيض الأسَفّْ؟ لماذا يُهانُ مربي الأجيال..وصانعُ الرجال..؟يعلم الله أني أحاول أن أنتزع من مخيلتي ذلك المنظر الفظيع..فلا أستطيع..معلمٌ كبير السن والقدر..يتلقى ويتوقى الضربات..ويسقط على الأرض لتسقط معه معاني كثيرة.. أقول لذلك المعلم تحديدا.. سيدي الكريم: أقبِّلُ يدك ورأسك..فأنت مرفوع الهامة..شامخ الكيان..مُصان الجَناب..القلب يحتضنك..". وختم القزابري رسالته بتوجيه رسالة إلى أسرة التعليم، حيث قال « يا أسرة التعليم: طبتم وطاب ممشاكم..وبورك سعيكم...يامن علمتمونا..وأحسنتم إلينا..يامن علمتمونا كيف نَضُمُّ الحرف إلى أخيه حتى نُكَوِّنَ كلمة فَجملةً فموضوعا..إنكم والله على الرأس والعين..وإن الله معكم..ولن يَتِرَكُمْ أعمالكم..فأنتم أسياد..وما عاش مَنْ أراد الحَطَّ من كرامتكم. أو الانتقاصَ من هيبتكم...إنَّ زمانا يُضرب فيه المعلم هو زمان سوء بلا شك..ومن ثمّ وجب تحرك المسؤولين من أجلِ صون كرامة المعلم..ووضعه في مكانه اللائق به..اللهم احفظ كل معلم ومعلمة..ارفع اللهم شأنهم..وأحِطهم بعنايتك..وحصِّنهم برعايتك..اللهم اجز عنا خير الجزاء كل من علمنا حرفا..ياذا الجلال والإكرام...ولا حول ولا قوة الا بالله..وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».