تفاعلا مع حادث الاعتداء على أستاذ من طرف تلميذ بمدينة ورزازات، وجه الشيخ عمر القزابري رسالة مؤثرة إلى رجال التعليم، اختار أن ينشرها بصفحته الشخصية بالفايسبوك تحت عنوان: "رسالة إجلال وتكريم.. إلى نساء ورجال التعليم". وبدأ القزابري رسالته بالحديث عن زمن الألمِ والحزن والمُنغِّصات والمُكدِّرات، مشيرا إلى أنه لكثرتها لم يعُدِ العقلُ يستوعبها "فتتابعُها وتواليها يجعلُك في حيرة"، مضيفا، "من هذه المشاهد التي حرَّكت الكِيان وهزَّت الأركان، مشهد ذلكُم المُعلِّم وهو يتلقى الضَّرباتِ من تلميذٍ مسعور، على مرأى ومسمعٍ من التلاميذ، مع التحفُّظِ على كلمة تلاميذ". ولم يخف القزابري تأثره بمشهد الاعتداء على أستاذ ورزازت، متسائلا، "كيف لا أحزن والمعلمُ يُهان ويُستباحُ حِماه، المعلم وما أدراكم ما المعلم؟ تلكم الشمعة التي تنيرُ الطريق إلى المعرفة وهي تحترق". وخاطب المعلم قائلا:"أيها المعلم لا عليك، فأنت الشرف والكرامة، أيها المعلم لا عليك، فأنت الباذِلُ نفسه لتعليم الناس، وكفى بذلك شرفا ورفعة.. أيها المعلم: إن جحد فضلك بعض اللئام، أو آذاك بعض الأقزام، فإن الكونَ كله يصلي عليك ويشيد بجهدك". واعتبر القزابري أن مشهد الاعتداء، يُحيلُ على ألوانٍ من التساؤلات، لماذا وصلنا إلى هذا الحضيض الأسَفّْ؟ لماذا يُهانُ مربي الأجيال وصانعُ الرجال؟ معلمٌ كبير السن والقدر يتلقى ويتوقى الضربات ويسقط على الأرض لتسقط معه معاني كثيرة؟ وخصص الشيخ القزابري الجزء الأخير من رسالته ليخاطب الأستاذ المعتدى عليه بالقول، "سيدي الكريم: أقبِّلُ يدك ورأسك فأنت مرفوع الهامة شامخ الكيان مُصان الجَناب، القلب يحتضنك".