هوية بريس – الشيخ عمر القزابري بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: مِمّا رُكِز في فِطرة الإنسان.. حبُّه لوطنه وأرضه ومَحْضِنه.. وهذا الحبُّ حبٌ من نوع خاص.. يَصعُب تَوصيفُه.. ويعجز البيانُ عن التعبير عنه .. لأنه بَوْح المشاعر.. ولغة الحَنايا.. وحديثُ الروح.. يسري في الجوانح عبيرا تشمه الجوارح.. وتتفاعل معه ذرَّات الجسد لتُطلِق نشيد الحبِّ بِمُختلف صُور التعبير.. وللحبِّ سلطته.. والتعبير رشْحُ الروح.. ولِكُلٍ وسيلته.. .إذ ليس للحبِّ قانونٌ فيُخضعَ له.. ولا كلامٌ فيُسمعَ له.. فالروح فيه وبه تتوشح بلباس لا يُشبهه لباس.. وطنُك أنت.. تشتاق إليه وأنت فيه.. فإن خرجتَ منه فهو فيك.. تحمله بين ضلوعك.. وتُطفئُ جَمرَ الشَّوق بماء الأمل بالعودة إليه.. وعندما تغادره تغادرك معانٍ لا تدرك معناها إلا ساعة الرجوع إليه.. .. ما أحلى الرجوع إليه.. .ومَن ذاق سِياط البعد.. عرف لذة القرب.. فإن الوطن حبٌّ تتنفسُه.. وتنتعِش في ظلاله.. . تَنزِل به المسراتُ فتجد قلبك منقادا إلى رياض السرور .. ويحل به الضيم.. فتغطي سماء قلبك غيوم تحجب مصادر الإشراق.. فإذا نفسك معتمة.. .إنه الوطن.. .. في حبِّ المغربِ تخونني العبارات.. فأقِف على أعتاب الوجد طالبا إسْعافي بكلمات أصف من خلالها حالة الحب.. فيُسعفُني بقطرات من نهر الحب الساكن في الفؤاد.. والذي يَسقِي المشاعر رِيًّا يُذكي جِذوة الحب.. فواعجبا لماءٍ يُشعِلُ نارا…! ومن الحُبِّ أن تتفاعل مع قضايا وطنِك.. وتعيشَها بجوارحك.. هذا هو مَذهبُ الحُب.. والمغرب عاش مؤخرا نشوةَ العودة إلى الاتحاد الافريقي.. وليستِ العودةُ هنا عودة غريب.. وإنما هي عودةُ المؤسس إلى داره.. والفارسِ إلى ميدانه.. .فالوحدة ولمُّ الشمل شأن الكبار.. وعادة الأبرار.. ولا يرضى بالفرقة والصراع إلا مخذول.. وقد أشار ملكنا حفظه الله إلى هذه المعاني وغيرها بما يشفي ويُغني.. ويُعطي صورة عن حقيقة الإنسان المغربي الراقي والضارب بجذوره في أعماق الحضارة.. .ففي الخطاب الملكي وما صاحَبه من مَشاعر وعواطف.. أمورٌ تُتَلقَّى بلغة القلب التي يُعبِّر عنها الدمع.. فالدمع بريد القلب.. . أسأل الله العظيم أن يَلمَّ شمل المسلمين.. وأن يُصلح أحوالهم.. وأن يجعلنا في قارَّتنا وفي غيرها أحبابا نأخذ بيد الشارد.. ونمدُّ يد العون لكل محتاج.. وننشر ثقافة الرِّفق.. اللهم احفظ بلدنا المغرب الحبيب.. وارفع أعلامه .واجعله دوما عاليا غاليا تحت ظلال دينك الحنيف.. واحفظه اللهم من كل بلاء وفتنة.. واحفظ اللهم ولي أمرنا.. ووفقه لكل فضيلة وجليلة.. ويسر له إلى النجاح كل وسيلة.. إنّك ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.