بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: الأمل في الله عبادة مَرْضية..يُتقنها أهل الوصل الذين عرفوا ربهم سبحانه وبحمده..والذين وُفِّقوا مِن خلال دوام إقبالهم على الله..وإقبالهم على كتاب الله عز وجل..كتابِ البصائر والبشائر..الكتاب الذي تمت كلماته صدقا وعدلا..؛ ملازمتهم للكتاب تلاوة وتدبُّرا..وللعبادة تبتُّلا وتطهُّرا..أورثتْ قلوبهم دوام الرجاء في الله سبحانه وبحمده.. كيف لا وهم يقرؤون في كتاب الهداية قول ربهم( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ورَوْحُ الله هنا، رحمته ورجاء الفرج عنده..ويقرؤون كذلك (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). لقد عرفوا أنَّ اليأس والقنوط كفر وضلال..عياذا بالله…لذلك فإن صدورهم منشرحة تتنسم بشائر الفرج القريب في وسط الظُّلمة..وتجد رياحَ الانبلاجِ من تحت أطباق الغُمَّة..وهكذا ينبغي أن يكون شأن المؤمن الواثق بربه..الذي صاغت عقيدتَه آيات الكتاب..الذي يعلم أن الله هو كاشف الكربات..ودافعُ الخطوب..والقادر سبحانه على أن يبدل الحال في أقل مِن لمح البصر( وما أمرنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر ) ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) سبحانه وبحمده.. هذه العقيدة..وهذا اليقين ينبغي أن لا يتزعزع أبدا مهما عتت أمواج البلاء..ومهما علا صوت الخوْف وتمكنت سياط اللَّأْواء…ولنا في رسولنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم خير أسوة..ففي غار الإختباء..وعلى حالة الاحتباء..وعلى باب الغار عتاةُ الأعداء..يأوي صلى الله عليه وسلم إلى مصدر الاحتماء..ويبث في الصِّدِّيق رضي الله عنه روح الإحياء( لا تحزن إن الله معنا ..فأنزل الله سكينته عليه ) يقينك في الله مؤْذنٌ بنزول السكينة..والسكينة تطرد كل ألوان الارتياب..وتمسح أثر الخوف والاضطراب..فإذا بالبلاء يصبح عين العطاء… أحبابي الكرام: أبشروا..إن الله معنا..وهو سبحانه يحب عباده( الله لطيف بعباده ) ويرحمهم سبحانه وبحمده( وإن الله بالناس لرؤوف رحيم ) سيرفع الله الوباء..ويكشف البلاء ..ويصبح في خانة الماضي….وستهتز أرض قلوبنا..وأرض أقواتنا بِوَبْلٍ من غيثه وغوثه. فتهتز وتربو وتُنبتُ من كل زوج بهيج..إن أظلمَتْ فستنجلي..وإن أرعبَتْ فستنمحي..وهذه سنة الله في الخليقة..استخراج آهات التضرع بسياط البلاء…فمن الناس من يُساق..ومنهم من يُشاق…سيفرح مغربنا الحبيب إن شاء الله تعالى بفرج الله القريب..وسيعود أحسن مما كان..خيرا وبركة وبِرَّا… وعوَّدتنا كل فضلٍ عسَى/ / يدومُ الذي مِنكَ عوَّدتَنَا.. فما علينا إلا لزوم الباب..والأخذ بالأسباب..وتمريغ الخدّْ..وتركُ الصّدّْ..وساعتَها سيرى الناس من بِرِّ مولاهم ما يَذهلهم..إن بلدنا الحبيب بلد مبارك..تحوطه عناية الله..وهذا أمر مشاهد وملموس..ففيه أهل الوصل..وفيه أهل القرءان..وفيه أهل الإحسان..وفيه وفيه وفيه…..فالطاعة فيه أصل..والمخالفة عارضة..ونسمات بيت النبوة تتخلله وتعمُّه..فملِكُ البلاد رعاه الله من دوحة المجد وينبوع الشرف..وأهل المغرب أهل خير وكرم وحبٍّ لله ورسوله..فلنثِقْ في الله سبحانه وبحمده..ولنتذلل إليه…وعلينا أن نُمكِّن للأخوة الطاردة لكل ألوان المشاكسة والمناكفة وسوء الظن بالآخر..فإن أقضية الله تجري وِفق حكمته ورحمته..وإن الدعاء يرد البلاء..وإن الاستغفار يدفع العذاب..والأخذُ بالأسباب الدنيوية العِلمية مطلب شرعي كوني مضت به سنت الله…( كلاًّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ) اللهم احفظ بلدنا..وأدم أمنا..واكفنا ما أهمنا..واحفظ ملكنا…وأطعم جائعنا. وأعطنا سؤلنا..وارفع عنا ما نزل بنا…. ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم..) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..