بعد دخول آلاف المغاربة إلى سبتة ليلة الإثنين-الثلاثاء، عاد الحديث في إسبانيا عن غضب المغرب من استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مستشفى قرب سرقسطة بهوية مزورة إلى الواجهة. وأكدت صحيفة ABC نقلا عن مصادر حكومية إسبانية أن وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، عارض استقبال زعيم الجبهة الاسبانية في البلاد لتخوفه من رد فعل المغرب. وتشير الصحيفة إلى أن استقبال غالي، هو الذي يقف وراء وصول عدد كبير من المهاجرين إلى سبتة في أقل من أربع وعشرين ساعة، يتجاوز مجموعهم عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة طيلة سنة 2019. وأوضح المصدر ذاته أن مارلاسكا عارض بشكل مباشر نقل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا، سرًا ، لأسباب إنسانية". وأضاف أن وزير الخارجية أرانشا غونزاليس لايا هي التي تقف وراء قبول استقبال غالي، بعد موافقة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز على ذلك. بدورها قالت صحيفة "إلموندو" إن الوزير عارض بشدة مقترح وزيرة الخارجية، لأنه كان يدرك أن الترحيب بغالي "سيفتح فجوة كبيرة مع الرباط وأصر، دون جدوى، على إمكانية استقبال دول أخرى لغالي لأسباب إنسانية". وكانت الخارجية المغربية قد أصدرت الشهر الماضي بياناً شديد اللهجة عبرت فيه عن استياء المغرب من "قرار مدريد قبول غالي بهوية مزيفة بدون إعلام المغرب"، وقالت إن القرار الإسباني "سيكون له تبعات على علاقتهما". ونهار اليوم قال وزير الداخلية الإسباني إنه تم إرسال 200 من أفراد الشرطة إلى سبتة لتعزيز القوات البالغ قوامها 1200 فرد وتقوم بحراسة الحدود مع المغرب. وتجنب الرد على سؤال حول ما إذا كان المغرب "ينتقم" من إسبانيا لاستقبالها زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وقال "هذا وضع استثنائي، لكن في حالات أخرى ذات صلة تمكنا من عكس الوضع بالتنسيق مع دول المنشأ والعبور". وتابع أن أزمة الهجرة هذه هي نتيجة "للظروف الاجتماعية والاقتصادية وفي هذه الحالة أيضًا لفيروس كورونا"، ولهذا لا يمكن بحسبه "إعطاء إجابات بسيطة" ولكن "حلول مهمة". وقال إن الحكومة الإسبانية "لا تخشى تكرار ما وقع في أماكن أخرى مثل مليلية".