هوية بريس – السبت 19 أكتوبر 2013م المؤشر الأول: عندما يشتعل موسم المبادرات، وتكثر الشائعات حولها، فهذا يعني أن الانقلاب يعاني من انسداد متفاقم، فحديث المبادرات يضفي مزيدا من الشرعية على الحراك الثوري.. المؤشر الثاني: القرارات المرتبكة مثل: تأجيل الدراسة المتواصل في جامعة الأزهر ربما للمرة الأولى منذ عقود بعيدة، ومثل: القرار الغريب بسرقة بث قناة الجزيرة لإذاعة مباراة كرة قدم، مع ما في ذلك من سقطة قانونية فادحة.. فهذه القرارات تدل على أنهم "انحشروا" في سياق: أخف الضررين.. المؤشر الثالث: ارتكانهم على فوز محتمل في مباراة كرة، لإعادة شحن البطارية الشعبية التي يبدو أنها أوشكت على النفاد، والسبب أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد على نظرية "الخلاص من شر الإخوان" ليحتفظ السيسي بتأييد الجماهير، إذ لابد من تفعيل "شرعية الإنجاز"، ونظرا لانعدام الإنجازات في مجال السياسة أو الاقتصاد، فإن اللجوء إلى ملاعب الكرة يدل على عمق الأزمة وتفاهة الحل.. المؤشر الرابع: بات واضحا أن رؤوس الانقلاب يخشون السفر إلى الخارج، خاصة بعد تكرار الاحتجاجات الشعبية المحرجة التي يتعرض لها ناشطون ومثقفون وساسة مصريون لدى سفرهم إلى الغرب، ولعل تصريح مصطفى الفقي عن نجاح "الإخوان" في التأثير على الرأي العام في دول غربية يكشف جزءا من الواقع، ويبدو أن تركيز الإعلام الأخير على تداول مصطلح" التنظيم الدولي للإخوان" هو أحد انعكاسات هذه الورطة.. المؤشر الخامس: أصبحت الحكومة عاجزة تماما عن التعامل مع الحراك الثوري، فقرارات وأحكام "حظر" و"حل" و"مصادرة" جماعة وجمعية الإخوان وممتلكاتها، لم يكن لها أي صدى يذكر على الأرض، كما أن الجدل المفتعل -التخويفي- حول قانون التظاهر أثبت فشله الذريع بالحشود الهائلة التي خرجت اليوم.. المؤشر السادس: تجاوزَ القمعُ الأمني نطاقَ المعارضين للانقلاب، ليشمل فئات أخرى من المجتمع، مثل الأولتراس، وهذا ينذر بالانتقال إلى مرحلة جديدة تماما.. المؤشر السابع: لا يستطيع أي انقلاب أن يؤسس لنظامه الجديد من دون أن يبذل قصارى جهده في تشويه النظام القديم -أخلاقيا- ممثلا في رمزه الحاكم، وهو ما يعجزون عنه حتى الآن، إذ يبدو أن أداء الرئيس مرسي كان يتسم بمستوى مرتفع من النزاهة والبعد عن مواطن الفساد، بما يعجزهم عن فبركة شواهد حقيقية تنتقص من قيمته وقدره.. المؤشر الثامن: عندما تنشط اللجان الإليكترونية لحزب النور في هجومها على الإخوان والإسلاميين المتحالفين معهم ضد الانقلاب، فهذا يعني الاقتراب من الهدف..