هناك طينة من البشر يمتهنون خيانة الوطن في أبشع صورها و يرمون غيرهم بها وفي المقابل يبيعون ضمائرهم ويخونون شعوبهم ووطنهم في أول فرصة سانحة لهم وتتطاول أيديهم إلى صناديق الدولة مستفيدين من المأذونيات و الريع بكل أشكاله وقد أضفوا على خيانتهم صبغة شرعية ودستورية لتمويه الشعوب وكسب تعاطفها. اليوم هذا الصنف من الناس من رياضيين و صحفيين ونخبة مزورة و غيرهم هم الذين تنادوا لإيكال عبد السلام وادو شتى التهم الباطلة والمزاعم المردودة عليهم جملة و تفصيلا لأن رصيد الرجل في صدق وطنيته أكبر من أن يشكك فيه لبيب لمجرد رأي جادت به قريحته في ظروف وحيثيات يعلمها الله .وقد ذهب بعضهم بعيدا لدرجة المطالبة بإسقاط الجنسية عن اللاعب الدولي السابق متناسيا صوره و لقطاته وهو يبكي فرحا بانتصارات المنتخب الوطني وكيف كان يدافع بشراسة غير معهودة عن ألوان قميص الأسود أنذاك، ومن لم تدمغه هذه الحجة فصندوق كورونا يكاد يصرخ ليخرس هذه الأصوات الناشزة دفاعا عن عبد السلام، ولسنا هنا لمحاكمته فهو كسائر البشر قد يصيب و قد يخطئ في اختياراته ولكنه لم يستفد قط من مأذونية أو هكتارات فلاحية أو عقارات بأثمنة زهيدة أو رواتب شهرية لموظفين أشباح في بعض الوزارات وسؤالي للشرذمة التي اجتمعت حول قصعة عبد السلام لأكل لحمه و النيل من شرفه: ما موقفكم لو أن "وادو" ناصر شخصية أخرى تحمي مصالحكم هنا أوهناك ؟ طبعا سوف تبتلعون ألسنتكم وتضرب العنكبوت أفواهكم حفاظا على أظرفة دسمة تكسبونها من تحت الطاولة وعندئذ تتضح الرؤية ويظهر الفرق جليا بين الوطنية الحقة و الخيانة العظمى ومن السهل جدا اتهام الرأي المخالف بالعمالة وما شئت من النعوت القبيحة لمجرد أنه لم يساير الركب وأبى أن يعتمر قبعة الفساد مقابل حظوظه و مصالحه الشخصية. " عبد السلام وادو " غيض من فيض و أمثاله من الوطنيين المخلصين في هذا البلد كثير، ممن تكالبت عليهم قوى الفساد مسخرة قضها و قضيضها النيل من سمعة الشرفاء الأبرياء .واللبيب بالإشارة يفهم.