هوية بريس – الجمعة 30 أكتوبر 2015 ما يشكل الهزيمة الشخصية الأكثر عمقًا، والتي يعاني منها البشر= هو الاختلاف بين ما كان بإمكان الشخص أن يصبح عليه، وبين ما قد أصبح عليه في الواقع. قرأتُ هذه العبارة قديمًا، وهي حقيقة لا شك فيها، وهي تصف حسرة تكون غالبًا مبررة، وذلك عندما تكون الفجوة بين ما تمناه الإنسان وبين ما حصله فجوة مضرة له وترجع للتقصير والتواني الذي تعامل به مع حياته. نحن لا نأخذ حياتنا بالجدية الكافية، نحب مناطق الراحة، ونكره المسؤولية، ولهذا تجليات متعددة، وفي الغالب تستوي في هذه التجليات حياتك المهنية وحياتك الأسرية وحتى علاقتك مع الله، بعبارة مختصرة: العجز والكسل في الغالب لا يكون مختصًا بمجال بعينه، والالتزام وتحمل المسؤولية غالبًا صفات تنعكس على الحياة كلها. ونجاح الإنسان في التخلص من العجز والكسل يعتمد بصفة أساسية على الصبر على المعالجة والإصلاح، وأول مراحل العلاج: تدريب النفس على الالتزام بوظائف ثابتة ومتكررة ولمدد طويلة، وتكون البداية بوظائف قليلة، لكن يداوم عليها الإنسان، وتكون عكس مناطق راحته. ومعنى عكس مناطق الراحة: أن يختار الإنسان المداومة المنضبطة على وظائف قليلة مما تقاومه فيها نفسه، ويشعر بالملل أو التعب منها. عند الموت: ينظر الإنسان نظرة طويلة لرحلته التي مضت، وكثيرٌ منا سيدرك ساعتها أنه أضاع وقتًا كثيرًا، وأشياء ثمينة، وأشخاصًا لم يكن يجدر به أن يضيعهم!