الأحد 13 أكتوبر 2013م اتهم العالم المغربي المتخصص في مقاصد الشريعة الإسلامية أحمد الريسوني مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة بممارسة "التحريف" و"التلبيس" و"الانقلابية الفقهية"، وذلك تعليقا على ما سرب من كلمة ألقاها علي جمعة في جمع من ضباط الجيش والشرطة المصريين دعا فيها إلى قتل المتظاهرين المعارضين للانقلاب العسكري. وقال الريسوني، في حوار مع الجزيرة نت، إن كلام جمعة "تحريض صريح على القتل والتنكيل بالمعارضين"، وإنه "زاد فدعا إلى تطهير مصر منهم، أي استئصالهم، ولذلك فهو شريك في قتل كل نفس قتلت وكل مظلمة ارتكبت بتأثير من كلامه وفتاواه". واعتبر الريسوني أن مفتي مصر السابق "فقد توازنه منذ أن ولاه حسني مبارك منصب مفتي الجمهورية قبل عشر سنين، فمنذ ذلك الحين بدأت فتاواه المضطربة والشاذة تتوالى، ولاحظ من يعرفونه الانقلاب الذي حصل له في فكره ومواقفه ومزاجه". ويضيف الريسوني أن "تفسير ذلك عند العارفين بالرجل هو أنه أصبح شديد التطلع والتلهف لكي يولى منصب شيخ الأزهر، خاصة بعد رؤيا منامية كان قد رآها وحكاها، (حكاها لي أحد تلاميذه عنه مباشرة)، وهي تشير -بحسب تأويله لها- إلى أنه سيصبح مفتيا لمصر، ثم شيخا للأزهر…". وتعليقا على وصف جمعة معارضي الانقلاب العسكري في مصر بأنهم "خوارج"، قال الريسوني إنهم "ليسوا خارجين بالسلاح، ولا خارجين على إمام شرعي. بل هذا هو ما ينطبق تماما على الانقلابيين الخونة". وتابع أن "الجرائم لا تسقط بالتقادم، فجريمة الانقلاب الدموي الغادر وما تبعها من جرائم أخرى لا تسقط، ولا تكتسب الشرعية، مهما طال الزمن". وبخصوص توضيح أصدره علي جمعة يؤكد فيه أنه لم يكن يعني جماعة الإخوان المسلمين في كلمته وإنما كان يقصد الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش المصري في سيناء، قال الريسوني إن ذلك التوضيح لا يستقيم. وأضاف أن جمعة "لم يذكر سيناء أبدا، ولا ذكر المسلحين ولا الجماعات المقاتلة. ثم إن حديثه وردَّه على دعاة الشرعية، يستبعد تماما احتمال قصده الجماعات المسلحة، لأن هؤلاء لا يؤمنون لا بشرعية مرسي ولا بشرعية غيره". المصدر: الجزيرة