هاجم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، مفتي مصر السابق، الشيخ علي جمعة، بعد حديث منسوب له يبيح فيه قتل معارضي ما أسماه ب"الانقلاب العسكري"، لافتًا إلى أنه "يُستخدم لإضفاء شرعية على أفعال النظام الحالي". ووصف القرضاوي، في بيان له، اليوم، جمعة بأنه من "المحرفين"، قائلاً: "الشيخ أو الجنرال علي جمعة يحرّف النصوص، ويتخرص على محكمات القرآن، ومستفيضات الأحاديث، ومواضع الإجماع، وما التقت عليه الأمة، ويقف ضد علماء الأزهر، ورجال السلف، وأئمة الدين، معتزًا بأن معه رجال الجيش. وأظهر مقطع الفيديو، علي جمعة، مفتي مصر السابق، وهو يخطب بحضور قادة الجيش والشرطة، بينهم وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، بقتل من أسماهم "الخوارج"، فيما بدا أنها إشارة إلى الرئيس محمد مرسي، الذي أطاح به السيسي، بمشاركة قوى سياسية ودينية، يوم 3 يوليوز الماضي. وموجها حديثه إلى الحضور، قال جمعة، في الفيديو: "اضرب في المليان (اطلق الرصاص نحو الهدف لتصيبه) إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج"، مضيفا "طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم". وأضاف القرضاوي أن "على جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية، ويؤيّد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب، ويؤيد السيف على القلم، ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين". وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيانه، إن "وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أعاد على جمعة (الذي عيّنه الرئيس الأسبق حسني مبارك) - بصورة غير رسمية- ليدعم نظامه الفاسد ويضفي عليهم شرعية لا يستحقونها". وعن كون اللقاء بين جمعة وقادة الجيش غير معلن، أشار القرضاوي إلى أن "يريد أن يقول لهم كلامًا لا يسمعه أهل العلم فيردوا عليه، فكلامه هذا لم تقرّه الأمانة العامة لدار الفتوى، ولم تقرّه مشيخة الأزهر، ولم تقرّه هيئة كبار علماء الأزهر، وهو أشبه به، وكل إناء ينضح بما فيه". وعلق القرضاوي على قول على جمعة في مقطع الفيديو المسرّب "اضرب في المليان"، قائلاً: "إنها الفتاوى السامة، والتعليمات المشبوهة، والأحكام المسيسة التي صدرت للجنود ممن شغل منصب الإفتاء في عصر مبارك، وانزوى عن الأضواء في عهد مرسي، ثم عاد ليطل بوجهه الأقبح، وقوله الأحمق، وفعله الأرعن، ليحث جنود مصر لا على قتال الصهاينة، فهؤلاء أصدقاؤه، الذين دخل المسجد الأقصى تحت حراستهم، وإنما ليوجهوا أسلحتهم الحارقة والخارقة، إلى صدور أبناء دينهم وعقيدتهم". وأضاف القرضاوي: الشيخ يقول ويكرر "اضرب في المليان"، وهي كلمة معروفة عند العسكر المصريين، أي: اضرب في المقاتل: في البطن، وفي الصدر، وفي الرقبة، وفي الرأس. وفي رده على اتهام جمعة، في إشارة ضمنية في حديثه لجماعة الإخوان بأنهم من الخوارج، قال القرضاوي: "من مقومات الخوارج أن يكون لهم سلاح، وأن يشهروه بالفعل على الحاكم الشرعي، ولم يثبت ان واحدا من الإخوان وأعوانهم طوال شهر رمضان، وما قبله، وما بعده: كان معه أي سلاح"، في إشارة إلى فترة اعتصامهم بميداني رابعة العدوية شرق القاهرة والنهضة غرب القاهرة. وتابع القرضاوي: "الخوارج الحقيقيون هم الذين خرجوا على الرئيس المنتخب، الواجب إطاعته وتنفيذ أمره، كما جاء في شرع الله، وأمر به الكتاب والسنة، وإجماع الأمة". ودعا القرضاوي، في نهاية بيانه، المصريين والعرب والمسلمين الصادقين وكل من لديه ضمير حر وقلب مخلص للحق أن يقفوا مع الشعب المصري المظلوم المفترى عليه، حتى ينتصر على ظالميه، على حد تعبيره. ومن جهته، قال مفتي مصر السابق، في بيان تلقت وكالة الأناضول للأنباء نسخة منه، إن "هذا الفيديو تم تسجيله وتوزيعه على مئات الوحدات العسكرية، وكان ضمن مؤتمر لقيادات الجيش المصري، وأذيع حينها على التليفزيون المصري الرسمي". وأضاف أنه لم ينطق طوال حديثه في الفيديو بكلمة "الإخوان" أو "جماعة الإخوان"، حيث إن "الفيديو كان عن الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء، والتي تعيث في الأرض فسادًا، وتستهدف قوات الجيش والشرطة؛ مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء من أبناء القوات المسلحة والشرطة، فضلًا عن الدمار الذي يلحق بالمنشئات العامة والخاصة وحالة الذعر التي يصاب بها المواطنون". واتهم جمعة الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة وبعض العاملين في اللجان الإلكترونية بمحاولة "ترويج هذا الفيديو المجمع من عدة مقاطع غير كاملة، واجتزائه بصورة تخفي وتوحي بغير الموضوع الأصلي، وتُصَّور أن الفيديو يدعو إلى القتل، وهو كذب وافتراء مغاير تمامًا للسياق الأصلي للموضوع الذي كان حول العمليات الإرهابية". ولم يوضح الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته 6 دقائق وطبيعة المناسبة ولا توقيتها، ولكنه يبدو أنه جاء تعليقا على أحداث مسجد الفتح برمسيس وسط القاهرة في غشت الماضي، وذلك بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية نهضة مصر بالقاهرة المؤيدين للرئيس المعزول.